لأن كلّ من أوصى إليه السابق من الأئمة فهو الخليفة بعده.
وما زال عليهالسلام يناجي ربّه ويدعوه حتّى قضى نحبه صلوات الله وسلامه عليه » (١).
وكانت وفاته في يوم الاثنين رابع ذي الحجّة سنة أربع عشر ومئة من الهجرة (٢).
فقامت الواعية من داره ، وعلا النحيب من نسائه وجواره ، وخرجت نساء بني هاشم مشقّقات الجيوب ، ناشرات الشعور ، خامشات الوجوه ، لاطمات الخدود ، فيا له من يوم ما أشدّه على آل الرسول ، وما أمضّه على عليّ والبتول ، فقد انطمس فيه المعقول والمنقول ، وغادر شمس الإمامة الأفول.
أو لا تكونون يا ذوي العقول ، كمن ألبسه يومه المهول ، أثواب الضنى والنحول ، وكدّر عليه هنيء المشروب والمأكول ، فرثاه وندبه بما صوّرته القرائح ، من المراثي والمدائح ، وأجرى عليه الدموع السوافح ، ولله درّه من راثٍ ونائح.
__________________
(١) وقريباً منه رواه الكليني في الكافي : ١ : ٣٠٧ باب الإشارة والنص على أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق صلوات الله عليهما : ح ٨ ، وعنه في البحار : ٤٦ : ٢١٤.
ورواه المفيد في الإرشاد : ٢ : ١٨١ وعنه في البحار : ٤٧ : ١٣ ح ٩ من الباب ٩.
ورواه الطبرسي في إعلام الورى : ص ٢٦٨ ، والإربلي في كشف الغمة : ٢ : ٣٧٩.
وروى قسماً منه الصفار في بصائر الدرجات : ص ٤٨٢ ح ٦ من الباب ٩ من الجزء ١٠ مع اختلاف في الألفاظ ، وعنه في البحار : ٤٦ : ٢١٣ ح ٤ من الباب ١.
(٢) لاحظ الإرشاد للمفيد : ٢ : ١٥٨ ، والمناقب لابن شهر آشوب : ٤ : ٢٢٧ في أحواله وتاريخه عليهالسلام ، وترجمة الإمام الباقر عليهالسلام من تاريخ دمشق لابن عساكر : ص ١٦٣.