لكنّه لابدّ من فرج |
|
|
|
والأمر يحدث بعده الأمر |
|
فوا حسرة الدين على قمر الفضائل ، كيف خسف بأيدي الجفاة الأراذل ، حمّلهم الحسد الخاذل والبغضاء والغوائل ، على إطفاء نور الله الكامل ، فعمدوا إلى وليّه الفاضل ، وحكمه الفاصل ، فأذاقوه السمّ القاتل ، وغيّبوا هيكله الشريف تحت رجام الجنادل.
روى أبو بصير قال : بعث الوليد بن عبد الملك إلى أبي جعفر الباقر عليهالسلام بسرج مسموم وأمره بالركوب عليه ، فلما ركبه تورّمت قدماه وفخذاه وأعتل العلّة الّتي مات فيها ، فلمّا عزم على المصير إلى روح الله وريحانه ، وحلول منازل جنانه ، واشتاق إلى لقاء محبوبه ، ليفوز منه بنيل مطلوبه ، ودعاه هوى الآباء والأجداد ، وأشعلت نار شوقه نفحات الوداد ، أوصى إلى ابنه أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام حسب ما أمره القادر الخالق ونصّ عليه ، وسلّم مواريث آبائه إليه ، كما روي عنه صلىاللهعليهوآله ، قال :
« كنت عند أبي في اليوم الّذي قبض فيه ، فأوصاني بأشياء في تغسيله وتكفينه وقبره ».
قال الصادق عليهالسلام : « فقلت له : جعلت فداك يا أبتاه ، والله ما رأيتك منذ شكوت أحسن منك هيئة اليوم ولست أرى عليك للموت أثراً. فقال لي : يا بُني ، إني سمعت جدّك عليّ بن الحسين ينادي من وراء الجدار : يا محمّد تعال وعجّل.
ثمّ قال لي : يا بُنيّ قم فأدخل علَيّ أناساً من قريش حتّى أشهدهم ».
قال الصادق عليهالسلام : « فقمت وأتيته بأناس ، فقال لي : يا بني ، إذا أنا متّ فغسّلني وكفّني وارفع قبري أربع أصابع ، ورشّه بالماء.
فلمّا خرجوا قلت : يا أبت ، لو أمرتني بهذا صنعته ، فلأيّ شيء أمرتني بإدخال هؤلاء النفر ؟!
فقال لي : يا بُنيّ ، أردت أن لا تنازع في الإمامة ، ولا تختلف عليك الشيعة ،