بها ولا يعتمد عليها مؤلّف الكتاب لجهله بأحوال رجالها؟ وما معنى عنوان الباب بمضمونها؟ وكيف يقبل صدور ذلك من الصدوق قدسسره؟ ألم يصنّف كتابه «كمال الدين» لرفع الحيرة والشبهة والاستدلال على وجود الحجة (١)؟ فهل هذه الرواية إذا كان مؤلّف الكتاب لا يعتمد عليها تزيد الشبهة والحيرة أو ترفعها؟
وهكذا نقول في أحمد بن مسرور ، وأنّه من المستبعد أن لا يعرف مثل الصدوق تلامذة مثل سعد بن عبد الله.
لا يقال : لما ذا يستبعد ذلك ، والمستبعد أن لا يعرف كلّهم. وبعبارة اخرى : المستبعد أن يجهل الكلّ دون أن لا يعرف الكلّ ، فإنّه يجوز أن يعرف الكلّ إذا قلّت تلامذته ، كما يجوز أن لا يعرف الجميع إذا كثرت تلامذته.
فإنّه يقال : نعم ، يجوز ذلك عقلا كما يجوز عرفا باللحاظ الابتدائي ، إلّا أنّ وجه الاستبعاد اهتمامهم بمعرفة الشيوخ وتلامذتهم واستقصاؤهم لذلك ، وحضورهم في الحوزات الحديثية التي كان أهلها يعرفون الشيوخ وتلامذتهم ، سيّما إذا كانوا من معاصريهم وقريبي العهد بعصرهم ، وتركهم حديث من لا معرفة لهم بحاله وتتلمذه عند من يروي عنه ، وكانوا مستقصين لهذه الامور بحيث إذا اسند حديث إلى من
__________________
(١) قال الصدوق ـ رحمهالله ـ في مقدّمة كمال الدين : فبينا هو (أي الشيخ نجم الدين أبو سعيد محمّد بن الحسن) يحدّثني ذات يوم ، إذ ذكر لي عن رجل قد لقيه ببخارا من كبار الفلاسفة والمنطقيّين كلاما في القائم عليهالسلام قد حيّره وشكّكه في أمره ، لطول غيبته وانقطاع أخباره ، فذكرت له فصولا في إثبات كونه عليهالسلام ، ورويت له أخبارا في غيبته عن النبي والأئمّة سكنت إليها نفسه ، وزال بها عن قلبه ما كان دخل عليه من الشكّ والارتياب والشبهة وتلقّى ما سمعه من الآثار الصحيحة بالسمع والطاعة والقبول والتسليم ، وسألني أن اصنّف له في هذا المعنى كتابا فأجبته إلى ملتمسه ...