ودخل على أبيه ، فلما رآه شتمه ، وبالغ في ذمه وتهديده. فوثب عليه ، وخنقه لوقته!.
وقيل : أنه واطأ جارية لأبيه ، فأدخلته عليه ليلا ، فخنقه هو وغلام له. ثم قيل : أنه قتل الجارية والغلام.
وذلك في جمادى الأخرى سنة ستمائة وسبعة عشر ، أو ستمائة وثمانية عشر.
ومدة عمره نحو سبعين سنة (١).
ولما أصبح ، نزل المسجد ، ودعا الأشراف ، وذكر لهم أن المرض اشتد بأبيه ، وأنه أمره بجمعهم وتحليفهم ، أن تكون مكة له بعد أبيه. فأطاعوه.
(وكتب إلى أخيه بينبع على لسان أبيه يدعوه) (٢). فلما ورد [مكة](٣) قتله أيضا ، واستقل بالملك.
[ولاية حسن بن قتادة ٦١٧ ـ ٦١٩ ه]
فولي مكة الشريف حسن بن قتادة (٤) ، وكنيته أبو عالي ، ولقبه شهاب الدين وكان فاضلا أديبا ذا همة عالية ، إلا أنه كان فاتكا جريئا. قتل آقباش الناصري (٥) في هذه السنة ـ أعني سنة سبع عشر
__________________
(١) ذكر الذهبي أنه توفي وعمّر تسعين سنة. سير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٦٠.
(٢) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).
(٣) زيادة من (ب).
(٤) الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣١٥ ، العقد الثمين ٤ / ١٦٦ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٥٨٠.
(٥) انظر تفاصيل ذلك : أبو شامة ـ الذيل على الروضتين ١٢٣ ، ١٢٤ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٣ / ٢٨ ـ ٣١ ، ابن فهد ـ غاية المرام ١ / ٥٨٠ ـ ٥٨٢ ، شفاء