العراقي وعبيد مكة ، كان الظفر فيها للأمير (١).
[منبر المقتدي الخليفة العباسي سنة ٤٧٠ ه]
قال في الوقائع (٢) : «وفي سنة أربعمائة وسبعين في أيام الحج ، وصل منبر للخطيب من بغداد ، منقوش عليه بالذهب : «لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، الإمام المقتدي (٣) بالله ، أمير المؤمنين.
فكسر أهل مصر المنبر ، وأحرقوه. ولم يتكلم أمير مكة وهو محمد ابن جعفر بشيء من ذلك. وكان هو وصل (٤) بسيفه» ـ انتهى ـ.
__________________
(١) وكان أمير الحج العراقي أبو منصور خطلغ بن كنتكين المعروف بالطويل. وهو أول تركي تأمر على الحاج. انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٥ / ١٥٣ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٢ / ١١٣ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤٧٨. واسم أمير الحاج في الفاسي ـ شفاء الغرام «خيلع التركي» ٢ / ٣٦٣. مع الاختلاف في ايراد الاسم نتيجة التحريف والتصحيف. وقد ترجم له ابن كثير باسم الأمير جنفل فتلغ أمير الحاج. كان مقطعا للكوفة ، وله وقعات مع العرب أعربت عن شجاعته. وأرعبت قلوبهم ... وقد كان حسن السيرة محافظا على الصلوات ، كثير التلاوة ، وله آثار حسنة بطريق مكة في اصلاح المصانع والأماكن التي يحتاج إليها الحجاج وغيرهم. وله مدرسة على الحنفية بمشهد يونس بالكوفة. وبنى مسجدا بالجانب الغربي من بغداد على دجلة. توفي في جمادى الأولى من سنة ٤٧٩ ه. ولما بلغ نظام الملك وفاته ، قال : مات ألف رجل!!. ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٢ / ١٣٢.
(٢) وانظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٦٣ ، وذكر ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٢ / ١١٧ ـ ١١٨ أن ابن الجوزي ذكر : «أن الوزير ابن جهير كان قد عمل منبرا هائلا لتقام عليه الخطبة بمكة. فحين وصل اليها إذا الخطبة قد أعيدت للمصريين. فكسر ذلك المنبر وأحرق». انظر : المنتظم ٨ / ٣١١ ـ ٣١٢ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٤٧٩.
(٣) في الأصول «المقتدر». وهو خطأ. والاثبات من المصادر السابقة.
(٤) في (ج) «وحل».