محمّد وآله ، وافعل في أولىٰ الأمرين بك يا أرحم الراحمين. قال : فخفت أن يفوتني شخصه ، وأن يخفیٰ عليَّ اثره فتعلّقت به ، فقلت له : بالّذي اسقط عنك ملال التعب ، ومنحك شدَّة شوق لذيذ الرعب ... من أنت ؟ فقال لي : أمّا إذا أقسمت فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب » (١).
وقال الأصمعي : « كنت أطوف حول الكعبة ليلة ، فإذا شابُّ ظريف الشمائل وعليه ذؤابتان ، وهو متعلّق بأستار الكعبة وهو يقول : « نامت العيون ، وعلت النجوم وأنت الملك الحيُّ القيوم ، غلّقت الملوك أبوابها ، وأقامت عليها حرَّاسها ، وبابك مفتوح للسائلين ، جئتك لتنظر إليَّ برحمتك يا أرحم الراحمين ، ثمَّ أنشأ يقول :
يا من يجيب دعا المضطرِّ في الظلم |
|
يا كاشف الضرِّ والبلویٰ مع السّقم |
قد نام وفدك حول البيت قاطبة |
|
وأنت وحدك يا قيّوم لم تنم |
أدعوك ربّ دعاءً قد أمرت به |
|
فارحم بكائي بحقِّ البيت والحرم |
إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف |
|
فمن يجود علىٰ العاصين بالنعم |
قال : فاقتفيته فإذا هو زين العابدين عليهالسلام » (٢).
وقال طاووس الفقيه : « رأيته يطوف من العشاء إلىٰ السحر ويتعبّد ، فلمّا لم ير أحداً رمق السماء بطرفه ، وقال : إلهي غارت نجوم سماواتك ، وهجعت عيون أنامك ، وأبوابك مفتّحات للسائلين ، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدِّي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم في عرصات القيامة ، ثمَّ بكىٰ وقال : وعزَّتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك ، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاكُّ ، ولا بنكالك جاهل ، ولا لعقوبتك متعرّض ، ولكن سوّلت لي نفسي وأعانني علىٰ ذلك سترك المرخىٰ به عليَّ ، فالآن
__________________
(١) بحار الانوار ٤٦ : ٧٧ ـ ٧٨.
(٢) بحار الانوار ٤٦ : ٨٠ ـ ٨١.