محبّته ، فلا يغرّنك صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وعلومهم ، فإنهم حمر مستنفرة » (١).
ولا بدّ هنا من أن نشير إلى حقيقة مهمّة في هذا البحث ، وهي أنّ العلاقة بين حبّ الله وجملة من النتائج المترتبة علىٰ حبّ الله علاقة تبادلية وجدلية ، كلّ منهما يؤدّي إلى الآخر ، فإنّ الحبّ يؤدّي الى الذكر.
عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « علامة حبّ الله ، حبّ ذكر الله ؛ والذكر يؤدّي إلى الحبّ » (٢).
عن الامام الصادق عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أكثر ذكر الله أحبّه » (٣).
وحبّ الله يؤدّي إلى تفريغ القلب من الشواغل والتعلّق بالدنيا.
عن الصادق عليهالسلام : « حبّ الله إذا أضاء على سرّ عبد أخلاه عن كلّ شاغل » (٤).
وتفريغ القلب من الشواغل ومن التعلق بالدنيا يؤدي إلى حبّ الله.
عن الصادق عليهالسلام : « إذا تخلّى المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة حبّ الله ، وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط ، وإنّما خالط القوم حلاوة حبّ الله فلم يشتغلوا بغيره » (٥).
والحب في الله والبغض في الله من نتائج حب الله ، ولكنّه في نفس الوقت
__________________
(١) بحار الأنوار ٧٠ : ٢٥ عن مصباح الشريعة المنسوب الى الإمام الصادق عليه السلام.
(٢) كنز العمال : ح ١٧٧٦.
(٣) بحار الأنوار : ٩٣ : ١٦٠.
(٤) المصدر ٧٠ : ٢٣.
(٥) المصدر ٧٣ : ٥٦.