سادسا : لما ذا قدّم الناس عبد الرحمن بن عوف ، ولم يقدموا أبا بكر ، أو عمر ، فإن هؤلاء يدّعون أنهما أفضل من ابن عوف؟! أو لما ذا لم يقدموا عثمان ، فكذلك أيضا حسب ما هو مقرر عندهم؟! ..
سابعا : قد صرحت رواية المغيرة بأن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد تأخر عن صلاته حتى خاف الناس من طلوع الشمس قبل رجوعه ، فقدموا عبد الرحمن بن عوف ..
وهذا غير مقبول ، ولا معقول منه «صلىاللهعليهوآله» ، لأنه يتضمن اتهام النبي «صلىاللهعليهوآله» بالتفريط في صلاته الواجبة ، وأنه ليس من الذين هم على صلاتهم يحافظون.
وقد كان قيام الليل واجبا على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وكان يصلي الفجر ، فلما ذا لم يتهيأ لصلاة الصبح قبل أن يحين وقتها ..
ثامنا : إن من غير المقبول ولا المعقول أن يسافر النبي «صلىاللهعليهوآله» لحاجته بمقدار مسير أكثر من نصف ساعة ذهابا ، ومثلها إيابا ، فيبدأ سفره من الفجر أو قبله ، وتتأخر عودته إلى الوقت الذي يخشى فيه من طلوع الشمس ، والناس ينتظرونه لصلاة الصبح.
تاسعا : إن الإستعانة في الوضوء للصلاة مكروهة ، فعن أبي عبد الله «عليهالسلام» : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قال : خصلتان لا أحب أن يشاركني فيهما أحد : وضوئي فإنه من صلاتي ، وصدقتي فإنها من يدي إلى يد السائل ، فإنها تقع في يد الرحمان (١).
__________________
(١) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١ ص ٤٧٨ و (ط دار الإسلامية) ج ١ ـ