واعلم بأنّ ذُرى العلياءِ رائقةٌ |
|
بحبِّها أنفسُ العُشّاقِ وامِقةٌ |
||
ولا تَعُقْكَ عن الإدلاجِ عائقةٌ |
|
( إنّ العُلا حدّثتني ـ وهي صادقةٌ |
||
|
فيما تحدّثُ ـ أنّ العِزَّ في النُّقَلِ ) ٣٥ |
|
||
فَخُذْ لنفسِكَ عن دارِ الفَنا وطنا |
|
فكيف تظفرُ في دار الفنا بِهَنا |
||
ولا تَقُلْ مَسكناً فارقتُ أو سَكَنا |
|
( لو كان في شرفِ المأوى بلوغَ مُنى |
||
|
لم تبرحِ الشمسُ يوماً دارةَ الحَمَلِ ) ٣٦ |
|
||
فالحظُّ والفضلُ في دنياك ما جُمعا |
|
لواحدٍ من جميعِ العالمين معا |
||
ولو أجابا جواباً أو لَوِ انخدعا |
|
( أهَبْتُ بالحظِّ لو ناديتُ مستمعا |
||
|
والحظُّ عَنِّيَ بالجُهّالِ في شُغُلِ ) ٣٧ |
|
||
أنا الحُسينُ بِجَدّي الطهرِ فُقْتُهُمُ |
|
والعدلُ والصدقُ والمعروفُ حُزْتُهُمُ |
||
والدهرُ حربٌ لأمثالي وسِلْمُهُمُ |
|
( لعلّه إنْ بدا فضلي ونَقْصُهُمُ |
||
|
لعينهِ نامَ عنهم أو تَنَبَّهَ لي ) ٣٨ |
|
||
كواهلي بعدَ خَفِّ الحَمْلِ مُثقَلةٌ |
|
وحالتي عندَ أهلِ الجهلِ مُهملَةٌ |
||
فإن تَوَلّتْ حياتي وهي مُرقِلَةٌ |
|
( لم أرضَ بالعيشِ والأيّامُ مُقبلَةٌ |
||
|
فكيف أرضى وقد وَلّتْ على عَجَلِ ) ٣٩ |
|
||
صَفَتْ مواردُ شتّى كنتُ أشربُها |
|
عِزّاً ، ولستُ بذُلِّ النفسِ أقْرَبُها |
||
رجاءَ نعمةِ ربّي منه أطلبُها |
|
( اُعلّلُ النفسَ بالآمالِ أرقُبُها |
||
|
ما أضيقَ العيشَ لولا فُسحةُ الأَمَلِ ) ٤٠ |
|
||
____________________________
(٣٦) الحَمَل : برج من بروج السماء ، وهو أول البروج.
(٣٩) الخف ـ بالكسر ـ : الخفيف.
مرقلة : مسرعة.