التحقيق في نفي التحريف (١) |
السيد علي الميلاني |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيّبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين ، من الأولين والآخرين.
أمّا بعد ،
فإنّ الله عزّوجلّ أرسل نبيّه العظيم صلّی الله عليه وآله وسلّم « بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ » (١) وأنزل عليه القرآن « حجّة الله على خلقه ، أخذ عليه ميثاقهم ، وارتهن عليهم أنفسهم ، أتمّ نوره ، وأكمل به دينه » (٢).
وكما كتب سبحانه لدينه الخلود ، لكونه خير الأديان وأتمّها وقال : « وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ » (٣) كذلك تعهّد بحفظ القرآن الذي وصفه أميرالمؤمنين عليه السلام بأنّه « أثافي الإسلام وبنيانه » (٤) حيث قال « إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ » (٥).
وكان النبي صلّی الله عليه وآله يعلّم الناس القرآن ، وينظّم اُمور المجتمع على
____________________________
(١) سورة التوبة ٩ : ٣٣.
(٢) نهج البلاغة ـ فهرسة صبحي الصالح ـ : ٢٦٥ / ١٨٣.
(٣) سورة آل عمران ٣ : ٨٥.
(٤) نهج البلاغة : ٣١٥ / ١٩٨.
(٥) سورة الحجر ٩ : ١٥.