الحادي عشر ، وأن ما بعده هو آخر أئمة أهل البيت عليهمالسلام الذي يقضي على دعائم الظلم والجور ، ويطيح بدولة الظالمين ، وينشر العدل والقسط ، لهذا أراد أن يطفئ النور الثاني عشر ، ولكن الله أبي إلا أن يتمّ نوره.
روى الصيمري بالاسناد عن المحمودي ، قال : « رأيت بخطّ أبي محمد عليهالسلام لما خرج من حبس المعتمد ( يُرِيدُون لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بأَفوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ ) » (١).
وذكر نصر بن علي الجهضمي في ( مواليد الأئمة عليهمالسلام ) أن الحسن بن علي العسكري عليهالسلام قال عند ولادة محمد بن الحسن عليهالسلام : « زعمت الظلمة أنّهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل ، كيف رأوا قدرة القادر ؟ » (٢).
وانتهت قصة صراع الإمام العسكري عليهالسلام مع خلفاء بني العباس بشهادته مسموماً في الثامن من ربيع الأول سنة ٢٦٠ ه ، على المشهور من الأقوال في وفاته (٣) ، وهو في الثامنة والعشرين أو التاسعة والعشرين من عمره الشريف ، ليبدأ بعد هذا التاريخ فصلاً جديداً من المأساة الكبري على يد المعتمد وجهازه الحاكم لم تزل آثاره باقية ولن تزول إلى أن يأذن الله بفرج وليه القائم المؤمّل والعدل المنتظر عليهالسلام ليملأها قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
* * *
__________________
(١) مهج الدعوات : ٣٣٤ ، إثبات الوصية : ٢٥٥ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٣١٤ ، والآية من سورة الصف : ٦١ / ٨.
(٢) مهج الدعوات : ٣٣٤.
(٣) سنأتي على ذكر الأقوال في الفصل الأخير من هذا كتاب.