الجبارين ، ويبدد
دول الظالمين ، ويرسي دعائم دولة الحق ، وينشر العدل والقسط ، وقد حاول المعتز
تنفيذ تلك السياسة ، حيث أمر سعيد بن صالح الحاجب أن يحمل الإمام العسكري عليهالسلام إلى الكوفة ويضرب عنقه في الطريق ، فاجتهد
الإمام عليهالسلام بالدعاء عليه
، فقتل قبل أن ينفذ عزمه .
وروى ثقة الاسلام الكليني بالاسناد عن
أحمد بن محمد بن عبد الله ، قال : « خرج عن أبي محمد عليهالسلام
حين قتل الزبيري :
هذا جزاء من اجترأ على الله في أوليائه ، يزعم أنه يقتلني وليس لي عقب ، فكيف رأى
قدرة الله فيه ؟ وولد له ولد سماه
محمداً » .
وحاول المهتدي العباسي ( ٢٥٥ ـ ٢٥٦ ه )
تنفيذ هذه السياسة ، فهدّد الإمام عليهالسلام
بالقتل قائلاً : « والله لأجلينهم عن جديد الأرض » غير أنه قتل قبل تنفيذ هذا
الغرض .
ولم يخرج المعتمد ( ٢٥٦ ـ ٢٧٩ ه ) عن
هذا الإطار ، فتعرض الإمام العسكري عليهالسلام
في زمانه لشتّىٰ أنواع التحديات والضغوط ، وحاول قتل الإمام عليهالسلام لنفس السبب الذي قدّمناه ، وهو
الاطمئنان لانقطاع الإمامة دون
__________________