ورد في رواية داود بن الأسود (١).
وبالمقابل كان أصحابه يتفانون لأجل اللقاء به ، فإذا حظي أحدهم بذلك ، لم تطب نفسه ان يفوته حديثه ولو أضناه العطش ، روى ابن شهر آشوب عن أبي العباس محمد بن القاسم ، قال : « عطشت عند أبي محمد عليهالسلام ، ولم تطب نفسي أن يفوتني حديثه ، وصبرت على العطش وهو يتحدّث ، فقطع الكلام وقال : يا غلام أسق أبا العباس ماءً » (٢).
وكانوا يدقّقون في معرفة خطّه عليهالسلام لتفادي حالة الوضع والتزوير ، فيطلبون منه عليهالسلام أن يكتب لهم نموذجاً من خطّه ، ومنهم أحمد بن إسحاق الأشعري القمي ، وكان من خاصته وثقاته ، ومُوفَد القميين إلى الإمام عليهالسلام ، قال : « دخلت على أبي محمد عليهالسلام فسألته أن يكتب لأنظر إلى خطّه فأعرفه إذا ورد ، فقال : نعم ، ثم قال : يا أحمد ، إنّ الخطّ سيختلف عليك ما بين القلم الغليظ والقلم الدقيق فلا تشكنّ ، ثمّ دعا بالدواة ... » (٣).
وكانوا يدفعون كتبهم وما يجب عليهم من الأموال إلى الوكلاء الذين يغطّون على عملهم بمختلف الوسائل ، فكان أبوعمرو عثمان بن سعيد العمري يجعلها في جراب السمن وزقاقه ويحملها إلى الإمام العسكري عليهالسلام تقيةً وخوفاً ، وقد قيل له السمّان لأنه كان يتجر في السمن تغطيه على هذا الأمر (٤).
__________________
(١) مناقب ابن شهر آشوب ٤ : ٤٦٠.
(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٤ : ٤٧٢.
(٣) مناقب ابن شهر آشوب ٤ : ٤٦٦.
(٤) راجع : غيبة الشيخ الطوسي : ٣٥٤.