وسار الإمام العسكري عليهالسلام في ذلك على خطى آبائه عليهمالسلام ، ويمكن تلخيص دوره في هذا الاتجاه بالنقاط التالية :
أ) معرفة الحجة رغم طول الغيبة والحيرة ، ففي حديث محمد بن عثمان العمري ، قال : « سمعت أبي يقول : سئل أبو محمد الحسن بن علي عليهالسلام وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهمالسلام : أنّ الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى يوم القيامة ، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. فقال عليهالسلام : إنّ هذا حق كما أنّ النهار حقّ. فقيل له : يابن رسول الله ، فمن الحجة والإمام بعدك ؟ فقال : ابني محمد ، هو الإمام والحجة بعدي من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية ، أما إنّ له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقّاتون ، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة » (١).
وفي حديث الحسن بن محمد بن صالح البزاز ، قال : « سمعت الحسن بن علي العسكري عليهالسلام يقول : إن ابني هو القائم من بعدي ، وهو الذي تجري فيه سنن الأنبياء عليهمالسلام بالتعمير والغيبة حتى تقسو القلوب لطول الأمد ، فلا يثبت على القول به إلا من كتب الله عزوجل في قلبه الإيمان وأيّده بروح منه » (٢).
ب) التحذير من الاختلاف والشكّ والدعوة إلى الثبات على الدين ، كما جاء في الحديث الذي قدّمناه آنفاً « ولا تتفرقوا من بعدي في أديانكم
__________________
(١) إكمال الدين : ٤٠٩ / ٩ ـ باب ٣٨.
(٢) إكمال الدين : ٥٢٤ / ٤ باب ٤٦ ما جاء في التعمير.