لا
غيره ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير »
.
فلقد أراد عليهالسلام
أن يقول للسائل بأن لا يستغرق في الجدل الكلامي عندما يتحدث عن الله سبحانه وتعالى
، ولكن طلب إليه أن يقرأ كتاب الله فيما أنزله من آياته ، فهو أعرف بنفسه من
مخلوقاته كلها ؛ لأن المخلوق لا يستطيع أن يعرف من ربّه إلا ما عرّفه ربه ، وإلا فلا
يمكن للعقل أن يدرك صفاته جل جلاله ذاتياً ، فهو ليس بجسم لأنّه خالق الأجسام ، وهو
ليس بصورة لأنّه خالق الصورة ومبدعها.
وعن أبي هاشم الجعفري ، قال : « سأل
محمد بن صالح الأرمني أبا محمد عليهالسلام
عن قول الله تعالى : (
يَمْحُوا
اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ
) فقال : هل يمحو إلا ما كان ، وهل يثبت إلا ما لم يكن.
فقلت في نفسي : هذا خلاف ما يقول هشام : إنّه لا يعلم الشيء حتى يكون. فنظر إليّ
أبو محمد عليهالسلام فقال : تعالى الجبّار العالم
بالأشياء قبل كونها ، الخالق إذ لا مخلوق ، والربّ إذ لا مربوب ، والقادر قبل
المقدور عليه ، فقلت : أشهد أنّك
ولي الله وحجته والقائم بقسطه ، وأنّك على منهاج أمير المؤمنين » ، فلقد أكّد أن المخلوقين يحتاجون إلى معرفة
الأشياء في صورتها الوجودية ، أما الله سبحانه فهو الذي
__________________