قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ

الإمام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ

تحمیل

الإمام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ

144/209
*

لا غيره ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير » (١).

فلقد أراد عليه‌السلام أن يقول للسائل بأن لا يستغرق في الجدل الكلامي عندما يتحدث عن الله سبحانه وتعالى ، ولكن طلب إليه أن يقرأ كتاب الله فيما أنزله من آياته ، فهو أعرف بنفسه من مخلوقاته كلها ؛ لأن المخلوق لا يستطيع أن يعرف من ربّه إلا ما عرّفه ربه ، وإلا فلا يمكن للعقل أن يدرك صفاته جل جلاله ذاتياً ، فهو ليس بجسم لأنّه خالق الأجسام ، وهو ليس بصورة لأنّه خالق الصورة ومبدعها.

وعن أبي هاشم الجعفري ، قال : « سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد عليه‌السلام عن قول الله تعالى : ( يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ ) (٢) فقال : هل يمحو إلا ما كان ، وهل يثبت إلا ما لم يكن. فقلت في نفسي : هذا خلاف ما يقول هشام : إنّه لا يعلم الشيء حتى يكون. فنظر إليّ أبو محمد عليه‌السلام فقال : تعالى الجبّار العالم بالأشياء قبل كونها ، الخالق إذ لا مخلوق ، والربّ إذ لا مربوب ، والقادر قبل المقدور عليه ، فقلت : أشهد أنّك ولي الله وحجته والقائم بقسطه ، وأنّك على منهاج أمير المؤمنين » (٣) ، فلقد أكّد أن المخلوقين يحتاجون إلى معرفة الأشياء في صورتها الوجودية ، أما الله سبحانه فهو الذي

__________________

(١) أصول الكافي ١ : ١٠٣ / ١٠ ـ باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى من كتاب التوحيد ، التوحيد / الشيخ الصدوق : ١٠١ / ١٤ ـ باب أنه عزوجل ليس بجسم ولا صورة.

(٢) سورة الرعد : ١٣ / ٣٩.

(٣) إثبات الوصية : ٢٤٩ ، الغيبة / الشيخ الطوسي : ٤٣٠ / ٤٢١ ، الثاقب في المناقب : ٥٦٦ / ٥٠٧ ، الخرائج والجرائح٢ : ٦٨٧ / ١٠.