كتب الرضي رحمه الله (٦).
أقول : نسخة من خصائص الائمة للرضي موجودة في المكتبة الرضائية في رامپور تاريخ كتابتها القرن السادس من الهجرة.
على ان ثقات المحدّثين وكبار المؤرخين ـ من الفريقين ـ قد أطبقوا قاطبة على أن النهج مما جمعه الشريف الرضي من كلمات أميرالمؤمنين علي عليه الصلاة والسّلام ، وارتياب من لا خبرة له فيه أمر لا يُعبأ به.
ثم ان سلسلة أسانيد مشايخ الإجازة والإستجازة في نهج البلاغة ، وانتهاؤها الى الرضي ، بلغت من الكثرة الى حد التواتر الذي لا يشوبه في ذلك ريب ، ولا يعتريه عيب ، ونحن نكتفي في المقام بما في نسخة كريمة عتيقة من النهج عورضت بنسخة الرضي وقد تضمّنت فوائد تامّة هي حجّة قاطعة لأهل اللّجاج والعناد ، والنسخة لها شأن من الشأن وهي من جملة كتب مكتبة الحبر الكريم السيد مهدي الحسيني اللاجوردي ـ مدّ ظله العالي ـ في دارالعلم مدينة قم. وقد أنعم لنا وتفضل علينا من سجيته السخية بالإطلاع عليها وأتم إحسانه بإعطائها إيانا على سبيل الامانة برهة من الزمان. ولمّا رأينا نفاستها وقداستها عزمنا بعون الله تعالى على مقابلة نسخة عتيقة من نسخ النهج التي في تملكنا بها حرفاً بحرف وأضفنا إليها ما حازت النسخة الأُولى من تلك الفوائد الرائقة. فقد برزت أيضاً بحمدالله سبحانه وحسن توفيقه نسخة موثوقاً بها ومعتمداً عليها. وقد فرغنا من مقابلتها بها ليلة الإثنين لأربع خلون من ذي الحجّة من سنة خمس وثمانين وثلاثمائة بعد الألف من هجرة خاتم النبيّين صلّى الله عليه وآله وسلّم في دارالعلم قم. وإليك أهمّ تلك الفوائد وغررها :
آ ـ في نسخة الرضي بعد كلام أميرالمؤمنين عليه السّلام : «إذا احتشم المؤمن أخاه فقد فارقه» ، وهذا الكلام هو آخر ما في النهج ، وقد جاءت عبارة الرضيّ هكذا :
«وهذا حين انتهاء الغاية بنا الى قطع المختار (المنتزع ـ خ ل) من كلام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه حامدين الله (لله ـ معا) سبحانه على ما منّ به من توفيقنا لضم ما انتشر من أطرافه ، وتقريب ما بعد من أقطاره ، ومقرّرين العزم كما شرطنا أولاً على تفضيل أوراق من البياض في آخر كل باب من الأبواب لتكون لاقتناص
________________________________
(٦) اُنظر بحار الأنوار ٥٦٦ : ٩ ، الطبعة الاُولى.