الشريف الرضيّ فقيهاً |
الشيخ رضا الاُستادي |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة على محمد خاتم النبيّين وآله المعصومين.
روى شيخنا المفيد رحمه الله عن الحسين بن علي عليهما السّلام أنّه قال : «اللّهمّ إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة ، وعلّمتنا القرآن ، وفقّهتنا في الدين ، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة ، فاجعلنا من الشاكرين» (١).
وروى شيخنا ثقة الإسلام الكليني عن الباقر عليه السّلام أنّه قال : «الكمال كلّ الكمال : التفقّه في الدين ، والصبر على النائبة ، وتقدير المعيشة» (٢).
وروى شيخنا الطبرسي في «الإحتجاج» عن الإمام العسكري عليه السّلام أنّه قال : «فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه ، حافظاً لدينه ، مخالفاً على هواه ، مطيعاً لأمر مولاه ، فللعوامّ أن يقلّدوه» (٣).
والفقهاء ـ رضوان الله عليهم ـ حصون الشريعة ، وحفظة الدين ، ولهم علينا حقوق عظيمة ، حيث تحمّلوا الجهود ، وجاهدوا في الله لحفظ القرآن والحديث عن التحريف والتبديل ، ومن طرق أداء حقّهم وواجب شكرهم أن لاننساهم ، بل نذكرهم بالخير والجميل ، ونذكر آثارهم القيّمة ، وخدماتهم للدين ، وإحياءهم أمر الائمّة المعصومين
________________________________
(١) الإرشاد للمفيد : ٢١٤ ـ ٢١٥ ، طبعة الآخوندي.
(٢) الكافي للكليني ١ : ٣٢ ، طبعة الآخوندي.
(٣) الإحتجاج للطبرسي : ٢٢٥ ، طبعة سنة ١٣٥٠ هـ.