دير الزعفران :
عمرت بقاع عمر الزعفران |
|
بفتيان غطارفة هجان |
بكلّ فتًى يحنّ إلى التصابي ، |
|
ويهوى شرب عاتقة الدّنان |
ظللنا نعمل الكاسات فيه |
|
على روض كنقش الخسروان |
وأغصان تميل بها ثمار |
|
قريبات من الجاني دوان |
وغزلان مراتعها فؤادي ، |
|
شجاني منهم ما قد شجاني |
وينجوهم ويوحنّا ..... |
|
ذوا الإحسان والصّور الحسان |
رضيت بهم من الدنيا نصيبا ، |
|
غنيت بهم عن البيض الغواني |
أقبّل ذا وألثم خدّ هذا ، |
|
وهذا مسعد سلس العنان |
فهذا العيش لا حوض ونؤي ، |
|
ولا وصف المعالم والمغاني |
دَيْرُ زَكَّى : بفتح أوله ، وتشديد الكاف ، مقصور : هو دير بالرّها بإزائه تلّ يقال له تل زفر بن الحارث الكلابي ، وفيه ضيعة يقال لها الصالحية اختطها عبد الملك بن صالح الهاشمي ، كذا قال الأصبهاني ، وقال الخالدي : هو بالرّقة قريب من الفرات ، قال الشابشتي : هو بالرقة وعلى جنبيه نهر البليخ ، وأنشد للصّنوبري :
أراق سجاله ، بالرّقّتين ، |
|
جنوبيّ صحوب الجانبين |
ولا اعتزلت عزاليه المصلّى ، |
|
بلى خرّت على الخرّارتين |
وأهدى للرضيف رضيف مزن ، |
|
يعاوده طرير الطّرّتين |
معاهد بل مآلف باقيات |
|
بأكرم معهدين ومألفين |
يضاحكها الفرات بكلّ فنّ ، |
|
فتضحك عن نضار أو لجين |
كأن الأرض من حمر وصفر |
|
عروس تجتلى في حلّتين |
كأن عناق نهري دير زكّى ، |
|
إذا اعتنقا ، عناق متيّمين |
وقت ذاك البليخ يد الليالي ، |
|
وذاك النيل من متجاورين |
أقاما كالشّواريز استدارت |
|
على كتفيه ، أو كالدّملجين |
أيا متنزّهي في دير زكّى ، |
|
ألم تك نزهتي بك نزهتين؟ |
أردّد بين ورد نداك طرفا |
|
تردّد بين ورد الوجنتين |
ومبتسم كنظمي أقحوان |
|
جلاه الطلّ بين شقيقتين |
ويا سفن الفرات بحيث تهوي |
|
هويّ الطير بين الجلهتين |
تطارد مقبلات مدبرات |
|
على عجل تطارد عسكرين |
ترانا واصليك كما عهدنا |
|
بوصل لا ننغّصه ببين |
ألا يا صاحبيّ خذا عناني |
|
هواي ، سلمتما من صاحبين |