قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

معجم البلدان [ ج ٢ ]

120/549
*

المحمودة ؛ قال : وقد خرج منها رجال كثيرون موصوفون بالسّتر والسخاء ، منهم : البرمكي صاحب المأمون ، ونقودهم نقود طبرستان الدنانير والدراهم ، وأوزانهم المنّ ستمائة درهم ، وكذلك الري وطبرستان.

وقال مسعر بن مهلهل : سرت من دامغان متياسرا إلى جرجان في صعود وهبوط وأودية هائلة وجبال عالية ، وجرجان مدينة حسنة على واد عظيم في ثغور بلدان السهل والجبل والبر والبحر ، بها الزيتون والنخل والجوز والرمان وقصب السكر والأترج ، وبها إبريسم جيد لا يستحيل صبغه ، وبها أحجار كبيرة ، ولها خواصّ عجيبة ، وبها ثعابين تهول الناظر لكن لا ضرر لها ؛ ولأبي الغمر في وصف جرجان :

هي جنّة الدّنيا التي هي سجسج ،

يرضى بها المحرور والمقرور

سهليّة جبليّة بحريّة ،

يحتلّ فيها منجد ومغير

وإذا غدا القنّاص راح بما اشتهى

طبّاخه ، فملهّج وقدير

قبج ودرّاج وسرب تدارج ،

قد ضمّهن الظبي واليعفور

غربت بهنّ أجادل وزرازر

وبواشق وفهودة وصقور

ونواشط من جنس ما هي أفتنت

رأي العيون بها ، وهنّ النور

وكأنما نوّارها برياضها ،

للمبصريه ، سندس منشور

وللصاحب كافي الكفاة أبي القاسم في كتابه كافي الرسائل في ذمّ جرجان :

نحن والله من هوائك ، يا جر

جان ، في خطّة وكرب شديد

حرّها ينضج الجلود ، فإن هبّت

شمالا تكدّرت بركود

كحبيب منافق ، كلما همّ

بوصل أحاله بالصّدود

وقال أبو منصور النيسابوري يذكر اختلاف الهواء بها في يوم واحد :

ألا ربّ يوم لي بجرجان أرعن ،

ظللت له من حرقه أتعجّب

وأخشى على نفسي اختلاف هوائها ،

وما لامرئ عما قضى الله مهرب

وما خير يوم أخرق متلوّن

ببرد وحرّ ، بعده يتلهّب

فأوّله للقرّ والجمر ينقب ،

وآخره للثلج والخيش يضرب

وكان الفضل بن سهل قد ولى مسلم بن الوليد الشاعر ضياع جرجان وضمّنه إياها بخمسمائة ألف وقد بذل فيها ألف ألف درهم ، وأقام بجرجان إلى أن أدركته الوفاة ومرض مرضه الذي مات فيه فرأى نخلة لم يكن في جرجان غيرها فقال :

ألا يا نخلة بالسف

ح من أكناف جرجان

ألا إني وإياك

بجرجان غريبان

ثم مات مع تمام الإنشاد ؛ وقد نسب الأقيشر اليربوعي ، وقيل ابن خزيم ، إليها الخمر فقال :

وصهباء جرجانية لم يطف بها

حنيف ، ولم ينفر بها ساعة قدر