فقال: نعم، ثم أنه سمى له أشخاصاً ممن يعرفون الامام، فبعث خلفهم، فقال لهم هل تعرفون قوماً يعرفون موسى بن جعفر؟ فسموا له قوماً فأحضرهم وقد استوعب الليل بفعله حتى انبلج نور الصبح، ولما كمل عنده الشهود نيف وخمسون رجلا أمر باحضار كاتبه ـ ويعرف اليوم بكاتب الضبط ـ فأخذ بتسجيل أسماءهم ومنازلهم وأعمالهم وصفاتهم وبعد انتهائه من الضبط دخل على السندي فعرفه بذلك، فخرج من محله والتفت إلى عمر: «قم يا أبا حفص: فاكشف الثوب عن وجه موسى بن جعفر».
قال عمرو: فكشفت الثوب عن وجه الامام وإذا به قد مات والتفت السندي إلى الجماعة فقال لهم: انظروا إليه، فدنا واحد بعد واحد فنظروا إليه ثم قال لهم: «تشهدون كلكم أن هذا موسى بن جعفر؟».
ـ نعم.
ثم أمر غلامه بتجريد الامام من ملابسه، ففعل الغلام ذلك ثم التفتَ إلى القوم فقال لهم: «أترونَ به أثراً تنكرونه؟».
فقالوا: لا، ثم سجل شهادتهم وانصرفوا(١).
الموضع الثاني: انه استدعى الفقهاء ووجوه أهل بغداد وفيهم الهيثم بن عدي وغيره فنظروا إلى الامام وهو ميت لا أثر به وشهدوا على ذلك(٢).
الموضع الثالث: انه لما وضع الجثمان المقدَّس على حافة القبر جاء رسول من قبل السندي فأمر بكشف وجه الامام للناس ليروه أنه صحيح لم يحدث به حدث(٣).
_________________________
(١) بحار الأنوار.
(٢) حياة موسى بن جعفر للقرشي: ٢ / ٥١٩ ـ ٥٢٠.
(٣) نفس المصدر السابق.