فقابل الامام بكل جفوة وقسوة، والامام صابر محتسب في محبس بدار المسيب الواقع قرب باب الكوفة وفيه كانت وفاته، وقال بعض المؤرخين إنّه حبس في بيت السندي وإنه كان مع أهله وعياله ولم نعلم أن دار السندي هل هي دار المسيب أم غيرها؟(١)
وقد ضيَّق عليه السندي وقيّده بثلاثين رطلاً من الحديد وكان يقفل الباب في وجهه ولا يدعه يخرج إلا للوضوء، وكان السندي من أشد الناس بغضاً لأبي طالب عليهالسلام.
ثم ان الرشيد عمد إلى رطب فوضع فيه سماً فاتكاً وأمر السندي أن يقدمه إلى الامام ويحتم عليه أن يتناول منه، وقيل ان الرشيد أوعز إلى السندي في ذلك فأخذ رطباً ووضع فيه السم وقدَّمه للامام فأكل منه عشر رطبات، فقال له السندي زد على ذلك، فرمقه الامام بطرفه وقال له حسبك قد بلغت ما تحتاج إليه. فسرى السم في جسد إمامنا رحم الله المنادي وا إماماه واسيّداه.
قضى نحبه وافجعتاه لوحده |
|
غريباً بقعر السجن وهو مصفّدُ |
* * *
الكاظم عگب ابوه امعذّبينه |
|
مدّه بالسجون امغيبينَه |
شنهو اللي عمل ويّاه هارون |
|
خلّه الكاظم ابچم سجن مسجون |
ابطوامير الذي متشوفه العيون |
|
او عليه تسئل الشيعة راح وينه |
تالي صار عدهم خَبَر عَنّه |
|
ابسجن هارون ريّسها المچنّه |
گالوا عسى الباري ايعوده النه |
|
او من يرجع اله ننصب الزينه |
ضلّوا يرتجون ايعود ليهم |
|
او لنه الطارش ايحشّم عليهم |
ابجسر بغداد كاظمهم يجيهم |
|
افرحوا گالوا عسى سالم يجينه |
اطلعوا طلعه طبگ نسوه او رجاجيل |
|
اولن هذه الجنازه اعلى الحماميل |
ثلاث ارطال في رجله الزناجيل |
|
الحديد اويه الجنازه شايلينه |
_________________________
(١) نفس المصدر السابق: ٤٨٧.