وتحدثوا به، وأصاب أبوالعتاهية من ذلك شبه الجنون، فقال له خالد بن أبي الأزهر: مالك يا أبا العتاهية؟ فقال: سبحان الله أيدفع هذا المال الجليل إلى أمرأة!!(١)
وشغف هارون بالجواهر والأحجار الثمينة شغفاً كبيراً فبذل الأموال الطائلة لشرائها فاشترى خاتماً بمائة ألف دينار(٢).
وكان ينثر الجواهر على جواريه بغير حساب.
وكان هارون مولعاً بالغناء منذ حداثة سنّه، فقد نشأ بين أحضان المغنيات والمطربات، واشتمل قصره على مختلف الالات الموسيقيه(٣) وقيل ان في قصره ثلثمائة جارية من الحسان يغنين ويعزفن (نفس المصدر السابق) وكان ابراهيم الموصلي وابن جامع وزلزل الضارب في الطبقه الاولى.
وبَلَغَ من ولع هارون وشغفه بالغناء انه طلب من شقيقته عُليّة أن تُغنّيه، فقالت له: وحياتك لأعملن فيك شعراً ولأصنعنّ فيك لحناً وقالت من وقتها:
تفديك أختك قد حبوت بنعمة |
|
لسنا نعد لها الزمان عديلا |
الخ شعرها
وصنعت فيه لحناً من وقتها في مقام خفيف الرمل، فطرب الرشيد عليه(٤) وكان عُليّة في طليعة المغنيات في ذلك القصر، وقد عَيَّرَ بها الأسرة العباسية أبو فرار الحمداني بقوله:
منكم عُليّةُ أم منهم وكان لكم |
|
شيخ المغنين ابراهيم أم لهمُ |
_________________________
(١) الأغاني ٤ / ٦٧.
(٢) ابن الأثير، ج ٦، ص ٤٤.
(٣) التمدن الاسلامي ٥ / ١١٨.
(٤) سيدات البلاط العباسي ص ٢٨.