المضروبة) وغير ذلك فيوصله اليهم وهم لا يعلمون من أيّ جهةٍ هو. وكان عليهالسلام يصل بالمائة دينار إلى الثلاثمائة دينار، وكانت صرر موسى الكاظم عليهالسلام مثلاً.
٢ ـ إحسان الامام موسى الكاظم عليهالسلام لمحمد بن عبدالله البكري: قال محمد بن عبدالله البكري قدمتُ المدينةَ أطلبُ بها ديناً فأعياني فقلتُ لو ذهبتُ إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام فشكوتُ إليه فأتيته في ضيعته فخرج إليَّ ومعه غلام معه منسف فيه قديد مجزع وليسَ معه غيرهُ، فأكل وأكلتُ معه، ثم سألني عن حاجتي فذكرتُ لهُ قصتي: فدخل ولم يلبث إلّا يسيراً حتى خرج إليَّ فقال لغلامه اذهب ثم مَدَّ يَدَهُ فدفع إلي صرة فيها ثلاثمائة دينار ثم قام فولّى فقمت فركبت دابتي وانصرفت.
٣ ـ المعروف على قدر المعرفة: أقبل فقير إلى الإمام الكاظم عليهالسلام فابتسم الإمام عليهالسلام في وجهه وقال له اسألُكَ مسألةً فإن أصبتها أعطيتكَ عشرة أضعاف ما طلبت (وكان قد طَلَبَ من الإمام مائة درهم يجعلها في بضاعة) حتى يتعيش بها، فقال الرجل الفقير سَلْ؟ فقال الإمام عليهالسلام لو جُعل إليك التمنّي لنفسك في الدنيا ماذا كنتَ تتمنى؟ قال كنت أتمنى أن ارزق التقية في ديني وقضاء حقوق إخواني قال عليهالسلام ومالك لا تسأل الولاية لنا أهل البيت؟ قال ذلك قد أعطيته وهذا لم أعطه فأنا أشكر ما أعطيت وأسألُ ربّي ما مُنعت، فقال عليهالسلام أحسنت أعطوه ألفي درهم وقال عليهالسلام إصرفها في كذا (يعني في العضص فانه متاعٌ يابس).
٤ ـ إسعافه للمنكوبين: حدَّث عيسى بن
محمّد بن مغيث القرطبي وبَلَغَ تسعين سنة قال: زرعتُ بطيخاً وقثّاءاً وقرعاً في موضع بالجوانيّة على بئرٍ يُقالُ لها
أمُّ عظام، فلمّا قرب الخيرُ واستوى الزرع، بيّتنيّ الجراد وأتى على الزرع كُلّه وكنتُ غرمتُ على الزرعِ ثمنَ جملين ومائة وعشرين ديناراً فبينما أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر بن محمّد عليهمالسلام
فسلّم ثمَّ قال أيش حالك؟ قلتُ: أصبحت كالصريم، بيتني الجراد، فأكلَ زرعي قال: وكم غرمت؟ قلتُ: مائة وعشرين ديناراً مع ثمن الجملين، قال: فقال: يا عرفة اعطي لأبي الغيث مائة وخمسين ديناراً، فربحك