الصدع وليعلم في الدواوين علمه ولينفذ فيها بعد نبوته بحيث ثبت مثله إن شاء الله تعالي.
وإما تاريخ العرب [ق ٢٤٠] فإنه لم يزل في الجاهلية والإسلام يعمل بشهور الأهلة وعدة شهور السنة عندهم أثنا عشر شهرا إلا أنهم اختلفوا في أسمائها فكانت ت ـ العرب العارية تسميها فناتق ويفنل وطليق واسخ وانتح وخلل وكسح وزاهر ونوط وخوف وبغش ونفل ، فناتق هو المحرم ونفيل هو صفر وهكذا ما بعده على عدد أسماء الشهور. وكانت ثمود تسميها موجب وجوجز ومورد وملزم ومصدر وهوبر وهوبل وموها وديمر ودابر وحيفل ومسبل ، فموجب هو المحرم وموخر هو صفر وهكذا ، أما بعده علي عدد أسماء الشهور وكانوا يبدون في شهورهم بديمر وهو شهر رمضان الآن فيكون أول شهور السنة عندهم ، ثم كانت العرب الثانية تسميها بأسماء آخر وهي موتمر وناجر وخوان وصوان والبايدو وزيا وعادل وناتق وواغل ووغل وهواع وبركة فمعني موتمر أنه يأتمر كل شيء مما يأتي به السنة من قضيتها وناجر من النجر وهو شدة [ق ٢٤٠] الحر وخوان من فعال الخيانة وصوان بكسر الصاد وضمها من فعال الصيانة والبايد وهو كانوا يبتدوا فيه بالقتال وزبا فهو الزاهية العظيمة المتكاتقة لكثرة القتال فيه ، وقد جري به المثل فقيل العجب كل العجب بين جمادى ورجب ، وكانوا يستعجلون فيه ويأخذوا الثأر وكثرة الغارات قبل مجيء رجب فإنه شهر حرام ، وكانوا يسمونه عادل ، وقيل الأصم لأنهم كانوا يكفون فيه عن القتال فلا يسنع فيه قعقعة الرماح فسمي الأصم لذلك ، وناتق وهو شعبان وواغل وهو رمضان ، وكانوا يكبرون فيه من شرب الخمر ويسمونه مكيال أيضا لأفراطهم فيه بالشرب ، وكثرت المكيال بالخمر ووغل وهو شوال أول أشهر الحج وهواع وهو ذو القعدة وبركة وهو ذو الحجة وإنما سمي برك لبروك الإبل إذا أحضرت في يوم النحر ويقال له أيضا أيروك ، ثم سميت العرب أشهرها بالمحرم وصفر وربيع الأول [ق ٢٤١ أ) وربيع الآخر وجمادي الأول وجمادي الآخر ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذو القعدة وذو الحجة ، فالمحرم كانوا يحرمون فيه القتال ، وصفر كانت تصفر فيه بيوتهم لخروجهم إلي الغزوات وشهرين الربيع لأجل زمن الربيع وجمادين كان يحمد فيهما الماء من شدة البرد ورجب الفرد لأن إفراده عن الأشهر الحرم شعبان تتشعب فيه القبائل ورمضان من الرمضا لأنه كان يأتي فيه القيظ وشوال سيل فيه الإبل إذ بها وذو القعدة لقعودهم في الدور وذو الحجة كانوا يحجون فيه فكانت العرب أولا تستعمل هذه الشهور نحو ما يستعملها أهل الإسلام ، أما بطريق الا هي أو لأن العرب لم يكن لها دراية بمراعاة حساب حركات النيرين فاجتاجت إلي استعمال مباديء الشهور لرؤية الأهلة وجعلت