أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أخبرنا سهل بن بشر (١) ، أخبرنا علي ابن منير بن أحمد ، أخبرنا محمّد بن أحمد الذهلي ، حدّثنا أبو أحمد بن عبدوس ، حدّثنا ابن حميد (٢) ، حدّثنا سلمة بن الفضل ، حدّثني محمّد بن إسحاق ، عن محمّد بن عمرو بن عطاء ، عن زينب بنت أم سلمة ، عن أمّها أم سلمة قالت :
دخل عليّ النبي صلىاللهعليهوسلم وعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد فقال : «من هذا يا أم سلمة؟» قالت : هذا الوليد ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «قد اتخذتم الوليد حنانا ، غيّروا اسمه ، فإنه سيكون في هذه الأمّة فرعون يقال له الوليد» [١٣٠١١].
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا أحمد بن سليمان ، حدّثنا الزّبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن سلّام ، حدّثني حمّاد بن سلمة وابن جعدبة جميعا ، وفيه اختلاف بينهما ، قالا :
دخل النبي صلىاللهعليهوسلم على أم سلمة وعندها رجل ، فقال : «من هذا؟» قالت : أخي الوليد ، قدم مهاجرا ، فقال : «هذا المهاجر» فقالت : يا رسول الله ، هذا الوليد ، فأعاد ، وأعادت ، فقال : «إنكم تريدون أن تتخذوا الوليد حنانا ، إنه يكون في أمّتي فرعون يقال له الوليد ـ قال وفي حديث حمّاد بن سلمة : يسرّ الكفر ، ويظهر الإيمان» ، وعرفت أم سلمة ما أراد من تحويل اسمه ، فقالت : يا رسول الله هو المهاجر.
قال : قال الجعدي في حديثه : لو رأيته يوم بدر وجاء مقنعا في الحديد لا يرى منه إلّا عيناه وقف ودعا إلى البراز ، فاستشرفه الناس ، فقلنا من هذا؟ قال : أنا ابن زاد الراكب : فعرفنا أنه ابن أبي أمية ، فقلنا : أيهم؟ قال : أنا ابن جذل الطعّان (٣) ، فعرفناه ، فلم يلبث أن انصرف. وجاء فارس في مثل حاله ووقف في مثل موقفه فاستشرفه الناس فقلنا : من هذا؟ فقال : أنا ابن زاد الراكب ، فعلمنا أنه ابن أبي أمية ، فقلنا : أيّهم؟ فقال : أنا ابن عبد المطّلب ، فعرفنا أنه زهير بن أبي أمية ، قال : فكان ابن عمّتي أثبت مقاما من أخيك ، كانت أم المهاجر ابن أبي أمية ، وأمّ أمّ سلمة بنت أبي أمية عاتكة بنت جذل الطعان ، وكانت أم أخيهما لأبيهما زهير بن
__________________
(١) تحرفت بالأصل وم إلى : بشير ، والمثبت عن «ز».
(٢) من طريقه روي الحديث في تاريخ الإسلام (١٢١ ـ ١٤٠) ص ٢٨٨.
(٣) جذل الطعان بالكسر ، لقب علقمة بن فراس بن غنم من مشاهير العرب (تاج العروس جذل).