الدّجّال ، فاجعلها أمّتي ، قال : تلك أمّة أحمد ، قال : يا ربّ اجعلني من أمّة محمّد ، فأعطى عند ذلك خصلتين ، فقال : يا (مُوسى ، إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي ، فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)(١) ، قال : قد رضيت يا ربّ» [١٢٥٥٧].
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله.
ح وأخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو عاصم الفضيل (٢) بن أبي نصر.
قالا : أنا [أبو](٣) محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن أبي عقيل بن الأزهر البلخي ، ثنا عبد الصّمد ـ هو ابن الفضل ـ نا مكي بن إبراهيم ، عن هشام بن أبي عبد الله ، عن يحيى ، عن نوق قال :
لما انطلق موسى بوفد بني إسرائيل ناجاه ربّه تعالى وتقدّس ، فقال : إنّي أبسط لكم الأرض مسجدا ، ووضوءا تصلّون حيث أدركتهم (٤) صلاتهم إلّا في حمام أو مرحاض أو عند قبر ، وأجعلكم تقرءون القرآن (٥) على ظهر ألسنتكم ، ذكركم وأنثاكم وصبيانكم ، فقالوا : لا نصلي إلّا في كنيسة ، ولا نستطيع أن نحمل السكينة في قلوبنا فاجعل لنا تابوتا نحمل فيه ولا نقرأ التوراة إلّا نظرا ، قال : (فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ)(٦) حتى أتم الآية ، قال موسى : يا ربّ اجعلني نبيهم ، قال : [إن](٧) نبيّهم منهم ، قال : ربّ فأخّرني حتى أكون منهم ، قال : إنّك لن تدركهم ، قال : رب جئت بوفادة قومي ، فجعلت الوفادة لغيرهم ، قال : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)(٨) ، قال : فكان نوف يقول : احمدوا ربكم ، شهد غيبتكم وأخذ بسهمكم وجعل وفادة بني إسرائيل لكم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عمر ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، قالا : أنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، نا أبو بكر بن خريم ، نا هشام بن
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية : ١٤٤.
(٢) الأصل : الفضل ، والمثبت عن د ، وم ، وهو الفضيل بن يحيى بن الفضيل الفضيلي ، أبو عاصم الهروي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٧.
(٣) سقطت من الأصل واستدركت عن د ، وم.
(٤) كذا بالأصل وم ود : «أدركتهم صلاتهم» وفي المختصر : أدركتم الصلاة.
(٥) كذا بالأصل ود ، وم ، وفي المختصر : «التوراة» وهو الوجه.
(٦) سورة الأعراف ، الآية : ١٥٦.
(٧) زيادة عن م ، ود.
(٨) سورة الأعراف ، الآية : ١٥٩.