قال : وجدت في بعض مسموعات الشيخ الشهيد والدي أبي نصر عبد الرّحمن بن أحمد الصابوني ـ رحمهالله وأسكنه جنّاته ولقاه رضوانه ـ أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن هارون الزّوزني (١) ـ بها ـ أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن زيرك السّجزي (٢) التاجر قال : قرأت على أبي شاكر المنتجع بن عمارة ، عن محمّد بن مرقس ، عن أبي حذيفة إسحاق بن بشر القرشي عن سعيد ، عن قتادة ، عن كعب قال :
قال موسى حين ناجاه ربّه : أقريب أنت فأناجيك ، أم بعيد فأناديك؟ قال الله : يا موسى ، أنا جليس من ذكرني ، ثم قال : يا موسى أتريد أن أقرّب مني مجلسك يوم القيامة : فلا تنهر السائل ، ولا تقهر اليتيم ، وجالس الضعفاء ، وارحم المساكين ، وأحبّ الفقراء ، ولا تفرح بكثرة المال ، فإنّ كثرة المال تفسد القلب وتقسيه ، يا موسى اسمع ، وانصت ، واحفظ ، وأمر بني إسرائيل أن يتبعوا راكب الحمار ابن العذراء البتول ، يبعث من جبل صهيون يصنع بالآيات والعجائب ، ويحيي الموتى ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، ويخلق من الطين كهيئة الطير [بإذني](٣) يبشّر بالنبي العربي الأمّي من ولد قيدار (٤) بن إسماعيل ، يبعث من بين جبلي قدس ، صاحب الجمل ، صاحب الهراوة ـ وهي العصا ـ والتاج ـ وهي العمامة ـ والنعلين ، يبعث في آخر الزمان على فترة من الرسل ، اسمه محمّد في القرآن ، وفي الإنجيل أحمد ، وفي التوراة أحيد (٥) ، أفتح به وأختم ، لم تلد النساء مثله قبله ولا بعده ، الأكحل العينين ، الصلت (٦) الجبين ، المقرون الحاجبين ، البادي العنفقة ، الرجل الشعر ، الشثن (٧) البنان ، الحسن الثغر ، المفلّج الثنايا ، الكثّ اللحية ، النّكاح للنساء ، ذو النسل القليل ، نسله من صدّيقة لها في الجنّة قصر من ذهب ، ليس فيه صدع ولا وصل ، ولا نصب ، ولا صخب ، له منها ابنة لها فرخان يستشهدان (٨) ، أمّته خير أمة أخرجت للناس ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، يرضون مني باليسير أعطيه إيّاهم ، وأرضى منهم باليسير من العمل. أدخل
__________________
(١) إعجامها مضطرب بالأصل وم ود ، والمثبت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى زوزن : بلدة كبيرة حسنة بين هراة ونيسابور.
(٢) الأصل : الشجري ، وبدون إعجام في م ، والمثبت عن د.
(٣) زيادة لازمة للإيضاح عن د ، وم.
(٤) الأصل وم : نزار ، والمثبت عن د.
(٥) كذا بالأصل وم ود.
(٦) الأصل وم ود : الصلب الجبين.
(٧) يعني أنّها إلى الغلظ.
(٨) يعني بهما الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب.