عمرو بن هاشم الجنبي (١) ، عن جويبر ، عن الضّحّاك عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«إنّ الله ناجى موسى بمائة ألف وأربعين ألف كلمة ، وصايا كلها ، وكان فيما ناجاه أن قال له : يا موسى ، إنه لم يتصنّع المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا ، ولم يتقرّب إليّ المتقرّبون بمثل الورع عما حرمت عليهم ، ولم يتعبّدني المتعبّدون بمثل البكاء من خيفتي ، قال موسى : يا إله البرية كلها ، ويا مالك يوم الدين ، ويا ذا الجلال والإكرام ، ما ذا أعددت لهم ، وما جزيتهم؟ قال : أما الزاهدون في الدنيا فإني أبيحهم جنتي ، يتبوّءون فيها حيث شاءوا ، وأما الورعون عما حرمت عليهم فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق أحد إلّا ناقشته الحساب ، وفتشته عما في يديه إلّا الورعون ، فإن أستحييهم ، وأجلّهم ، وأكرمهم ، وأدخلهم الجنّة بغير حساب ، وأمّا البكاءون من خيفتي ، فأولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا [علي ابن](٣) أبي علي المعدّل ، أنا عبد الله بن إبراهيم الزينبي (٤) ، نا أحمد بن أبي عوف ، نا إبراهيم بن بشار (٥) ، حدّثني أبو أيوب المقرئ قال : كلم الله موسى مائة ألف كلمة ، وعشرين (٦) ألف كلمة ، فذكر كلمة كلمة ، قال له : يا ابن عمران كل خدن (٧) [لك](٨) يؤازرك (٩) على طاعتك فاتّخذه عدوا كائنا من كان.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا معاذ ابن المثنّى ، نا علي بن المدائني ، نا محمّد بن عمرو بن ميسم ، قال : سمعت عطاء بن مسلم يقول : سمعت وهب بن منبّه يقول : إنّ الله كلّم موسى في ألف مقام ، وكان إذا كلّمه رئي (١٠) النور على وجه موسى ثلاثة أيام ، ولم يمسّ موسى امرأة منذ كلّمه ربّه.
__________________
(١) بدون إعجام بالأصل وم ود.
(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٦ / ٤٧ في ترجمة إبراهيم بن بشار بن محمد.
(٣) الزيادة عن تاريخ بغداد. وفي م : «ابن أبي علي» وفي د : علي بن أبي المعدل.
(٤) ترجمته في تاريخ بغداد ٩ / ٤٠٩.
(٥) الأصل وم : يسار ، تحريف ، والتصويب عن د ، وتاريخ بغداد.
(٦) في تاريخ بغداد : وأربعة وعشرين ألف كلمة.
(٧) رسمها بالأصل وم ود : «حدى» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٨) زيادة عن تاريخ بغداد.
(٩) الأصل وم ود : يوازيك ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(١٠) الأصل وم ود : روى.