أنا أبو القاسم البغوي ، نا طالوت بن عباد ، نا خالد بن إسماعيل الخزاعي ، عن أبي أيوب ـ وقال الشّحّامي : عن أيوب ـ عن أبي هريرة قال : كان بين رجل من يهود وبين رجل من المسلمين كلام ، فقال المسلم : والذي اصطفى محمّدا على البشر ، فقال اليهودي : والذي اصطفى موسى على البشر ، فرفع المسلم فلطم عين اليهودي ، فذهب به إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يستعدي عليه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنا أول من تنشق عنه الأرض ، فإذا موسى متعلق بالعرش» [١٢٥٤٩].
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبي أبو العباس ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا الحسن ابن حبيب ، نا عبد الله بن عبيد بن يحيى بن أبي حرب ، أنا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة ، أخبرني أبي عن نصر بن علقمة ، عن أخيه محفوظ بن علقمة ، عن ابن عائذ ـ وهو عبد الرّحمن ـ قال : قال جبير بن نفير : قال عوف بن مالك : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الأنبياء يتكاثرون بأممهم وقد كثرتهم إلّا موسى بن عمران ، وأرجو أن أكثره ، ولقد أعطي موسى بن عمران خصلات لم يعطهن نبي : إنه مكث يناجي ربه أربعين يوما ، ولا ينبغي لمتحابين (١) أن يتناجيا أطول من نجواهما ، وإن ربك توحد بدفنه في قبره ، فلم يطّلع عليه أحد ، وهو يوم يصعق الناس قائم عند العرش ، لا يصعق معهم» [١٢٥٥٠].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، نا عمر بن أحمد بن شاهين ، نا عبد الله بن سليمان ، عن الأشعث ، نا أحمد بن صالح المصري ، وأحمد بن عمرو ابن السراج ، وأحمد بن سعيد الهمداني ، قالوا : ثنا ابن وهب ، أخبرني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه أن عمر بن الخطّاب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«إنّ موسى قال : يا ربّ أرنا آدم الذي أخرجنا من الجنّة ، فأراه الله آدم ، فقال : أنت أبونا آدم؟ نفخ الله فيك من روحه ، علّمك الأسماء كلها ، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال : نعم ، قال : فما حملك على أن حملتنا وأخرجتنا من الجنّة ، قال له آدم : ومن أنت؟ قال : أنا موسى ، قال : أنت نبي بني إسرائيل؟ أنت الذي كلّمك الله من وراء حجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه؟ قال : نعم ، قال : فبما تلومني في شيء سبق من الله فيه القضاء قبل؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم عند ذلك : «فحج آدم موسى» [١٢٥٥١].
__________________
(١) كذا بالأصل وم ود ، وفي المختصر : لمناجيين.