حصانة من التعرض للعقوبة التي يستحقانها ، نتيجة سوء ما أتياه تجاه شخصه «صلىاللهعليهوآله» ..
وبطريقة تظهر قبح فعلهم ، وما جاءا يطالبانه به ..
فإذا كانت زيارتهما للنبي «صلىاللهعليهوآله» في رحله جعلته يمنحهما هذه الحصانة ، فلماذا لا يتعاملان معه بنفس هذا الخلق؟! ويعتبران زيارته «صلىاللهعليهوآله» لبيت ربه ـ وليس لبيوتهم ورحالهم ـ من موجبات كف أذاهم عنه ، وعمن معه؟!
وإذا كان مشركو مكة يعتبرون ـ ظلما وعتوا ـ أن هذه الأرض أرضهم ، فلماذا لا يعاملونه كزائر لهم في أرضهم ، فيمتنعون عن أذاه ، ويكفون عن مواجهته بهذا المستوى من الغلظة ، والمناكرة؟!
ولماذا لا يمهلونه ـ ولو للحظات ـ بعد انقضاء الثلاثة أيام ، وهو إنما وعد بالمغادرة في اليوم الرابع ، ولم ينقض ذلك الموعد بعد .. ليروا إن كان سيفي لهم بوعده ، الذي ابتزوه منه ، ولا حق لهم به ، أو أنه سوف لا يفي؟!
فإن الوقت لم يفت بعد ، لأن باستطاعته البقاء حتى المساء ، ولم تظهر منه أية بادرة تشير إلى أنه سيبقى في مكة بعد انقضاء الوقت المحدد!!
ولذلك قال «صلىاللهعليهوآله» : لا يمسين في مكة أحد من المسلمين.
ولم يعترض عليه سهيل بن عمرو ، ولا غيره ، ولو كان بوسع أحد منهم الادّعاء : بأن ذلك يخالف العقد والعهد ، ولو بساعة واحدة لبادر إليه ، بهدف الطعن والانتقاص والتجريح به «صلىاللهعليهوآله» ..
وإن عدم دخول النبي «صلىاللهعليهوآله» تحت سقف أي بيت من بيوت مكة ، رغم أن فيها بيوت أهله ، وإخوانه ، وعشيرته ، وآبائه ، وفي تلك