عاديا ، وهو : أنه أبقى الأمر مخفيا حتى عن أصحابه ..
أو يقال : إنه إنما أخبرهم بمقتل الحارث ، ولم يطلب منهم التجهز للحرب ، لكنهم هم الذين أسرعوا إلى المعسكر بالجرف ..
أو أنه ندبهم على الحرب ، بعد أن أخبرهم بما جرى للحارث ، ولكنه لم يصرح لهم بأنه يريدهم لمحاربة قاتلي الحارث ، أو لغيرهم من أعدائه. بل ترك الأمر غامضا ، وعرضه لكل احتمال ..
ولعل هذا الاحتمال الأخير هو الأقرب ، والأصوب.
ذات أطلاح هي السبب :
زعم بعضهم : أن سبب سرية مؤتة ليس هو قتل الحارث بن أبي عمير ، بل سببها هو قتل أربعة عشر رجلا من المسلمين ، على يد العرب المتنصرة ، في سرية ذات أطلاح جنوب الشام ، في منطقة البلقاء بالأردن. وكان يحكمها الحارث بن أبي شمر الغساني باسم ملك الروم.
وبعد قتلهم أطلق الحارث هذا تهديدات بغزو النبي «صلىاللهعليهوآله» (١) ، فبادر «صلىاللهعليهوآله» إلى تجهيز هذا الجيش ردا على هذه التهديدات ..
ونقول :
١ ـ إن الذين قتلوا الأربعة عشر رجلا هم من قضاعة ، لا من الغساسنة. ورئيسهم رجل يقال له : سدوس (٢) ، وليس هو الحارث بن أبي شمر الغساني.
__________________
(١) الكتاب السابع من معارك الإسلام الفاصلة : غزوة مؤتة ص ٢٥٣.
(٢) راجع : الكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٥٥ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣١٣ عن الواقدي.