التي قتل فيها رسوله ، فلا يرصد ما يجري فيها ، مما يعنيه؟!
وهل يغفل عن رصد الملوك الذين كان قد دعاهم إلى الإيمان به ، والقبول بدعوته ، والانقياد له؟ وكيف يتصورون أن يجتمع لحربه مئات الألوف ، وهو لا يدري؟! إن ذلك غير مقبول ، ولا معقول.
إذا كان «صلىاللهعليهوآله» بصدد إرسال جيش إلى تلك البلاد ، فلا بد أن يكون لديه قدر كاف من المعلومات حول مسير ومصير ذلك الجيش ، وأهدافه ، ومهمته ، وقدراته ، وقدرات الجيش الذي قد يواجهه ..
ولأجل ذلك كله ، نعود فنذكر القارئ بأن :
جيشا قوامه ثلاثة آلاف رجل ، يريد أن يتصدى لمهمة كبرى وحاسمة ، لا يمكن أن يسير بلا هدف ، وكأنه معصوب العينين.
خصوصا إذا قلنا : إن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لا بد أن يكون قد أخبرهم ، أو أخبر قادتهم على الأقل بطبيعة ، وصعوبة المهمة التي كان أوكلها إليهم ، ولا بد أن يكون قد أوصاهم بتوخي الحذر الشديد في تحركاتهم ، حتى لا يقعوا في فخ ينصبه لهم عدوهم ..
وبذلك يتضح : أن السير في غمار تلك الضبابة لا يمكن أن يتلاءم مع المنطق السليم ، والنظر القويم.
روحيات ابن رواحة :
وروى محمد بن عمر عن عطاء بن مسلم ، قال : «لما ودع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عبد الله بن رواحة ، قال ابن رواحة : يا رسول الله ، مرني بشيء أحفظه عنك.