كذا (أو أجلد منا) ، (أو ما يرضون بالمشي) أما إنهم لينفرون نفر الظبي» (١).
إجراء آخر لإظهار القوة :
وبعد هذا الاستعراض العملي ، جاء إجراء عملي آخر ، ليرسخ ذلك الانطباع الذي تركه الإجراء الأول ، من حيث إنه يريد أن يفهمهم : أن ما جرى في الطواف لم يكن أمرا عابرا ، فرضته مناورة ومكابرة ، بل هو يستند إلى مخزون حقيقي من القوة الكامنة في كيان أولئك الأفراد أنفسهم.
ويتلخص هذا الإجراء : في أنه «صلىاللهعليهوآله» قد بادر إلى الاضطباع ، ثم الكشف عن عضده اليمنى. ففعل الصحابة كذلك ..
قالوا : وهذا أول رمل واضطباع في الإسلام (٢).
ونلاحظ هنا :
أولا : إنه «صلىاللهعليهوآله» قد بادر هو نفسه لممارسة نفس الفعل الذي كان يفترض أن يأمر أصحابه به ، فاضطبع ، وأخرج يده.
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٩٢ وعن مسند أحمد ج ٣ ص ٥٠٢ ومجمع الزوائد ج ٣ ص ٦٠٧ وراجع : المجموع ج ٨ ص ٤١ وتلخيص الحبير ج ٧ ص ٣٢٥ ومغني المحتاج ج ١ ص ٤٩٠ وإعانة الطالبين ج ٢ ص ٣٣٨ والمغني لابن قدامة ج ٣ ص ٣٨٧ وفقه السنة ج ١ ص ٧٠٢ عن مسند أحمد ج ١ ص ٢٩٥ وعن صحيح مسلم ج ٤ ص ٦٥ وعن سنن أبي داود ج ١ ص ٤٢١ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٥ ص ٨٢ وتحفة الأحوذي ج ٣ ص ٥٠٤ ونصب الراية ج ٣ ص ١٢٤ وعن تفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٢١٧.
(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٣ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٦٣ وعن أسد الغابة ج ١ ص ٢٢.