والقصيدة التي قالها كعب فى ذلك وذكر أنه أنشدها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى المسجد :
بانت سعاد فقلبى اليوم مبتول |
|
متيم عندها لم يجز مكبول |
وما سعاد غداة البين إذ برزت |
|
إلا أغن غضيض الطرف مكحول (١) |
تجلو عوارض ذى ظلم إذا ابتسمت |
|
كأنه منهل بالراح معلول (٢) |
شحت بذى شبم من ماء محنية |
|
صاف بأبطح أضحى وهو مشمول (٣) |
تنفى الرياح القذى عنه وأفرطه |
|
من صوب غادية بيض يعاليل (٤) |
وبلمها خلة لو أنها صدقت |
|
بوعدها أو لو أن النصح مقبول |
لكنها خلة قد سيط من دمها |
|
فجع وولع وإخلاف وتبديل |
فما تدوم على حال تكون بها |
|
كما تلون فى أثوابها الغول (٥) |
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا |
|
وما مواعيدها إلا الأباطيل |
فلا يغرنك ما منت وما وعدت |
|
إن الأمانى والأحلام تضليل (٦) |
أمست سعاد بأرض لا تبلغها |
|
إلا العتاق النجيبات المراسيل |
ولا يبلغها إلا عذافرة |
|
فيها على الأبن إرقال وتبغيل (٧) |
من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت |
|
عرضتها طامس الأعلام مجهول (٨) |
__________________
(١) الأغن : الصبى الصغير الذي فى صوته غنة ، وهى صوت يخرج من الخيشوم. غضيض الطرف : أى فاتر الجفن.
(٢) العوارض : الأسنان. ذى ظلم : الظلم ماء الأسنان وبريقها. الراح : اسم من أسماء الخمر.
(٣) شجت : مزجت. ذى شبم : أى الماء البارد. المجنية : منتهى الوادى.
(٤) القذى : أراد ما يقع فى الماء من تبن أو غيره. الصوب : المطر. غادية : السحابة التي تمطر بالغدو.
اليعاليل : هو رغوة الماء.
(٥) ذكر فى السيرة بعد هذه البيت بيت آخر لم يذكره هنا وهو :
وما تمسك بالعهد الذي زعمت |
|
إلا كما يمسك الماء الغرابيل |
انظر : السيرة (٤ / ١٣٢).
(٦) ذكر فى السيرة هذا البيت قبل البيت الذي يسبقه هنا. وهناك بيت آخر لم يذكره هنا ورد بعدهما وهو :
أرجو وآمل أن تدنو مودتها |
|
وما إخال لدينا منك تنويل |
انظر : السيرة (٤ / ١٣٢).
(٧) العذافرة : بضم العين هى الناقة الضخمة. الأين : الفتور والإعياء. الإرقال : ضرب من السير.
(٨) ذكر فى السيرة بعد هذا البيت بيت آخر لم يذكره هنا وهو :
ترمى النجاد بعينى مفرد لهق |
|
إذا توقدت الحزان والميل |
انظر : السيرة (٤ / ١٣٣).