ويدلّ (١) على عدم كونهنّ من أهل البيت ، ما رواه مسلم في باب فضائل عليّ عليهالسلام ، أنّه قيل لزيد بن أرقم بعد ما روى حديث الثقلين : من أهل بيته؟ نساؤه؟
قال : لا وأيم الله! إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثمّ يطلّقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الّذين حرموا الصدقة بعده (٢).
وفي رواية أخرى لمسلم : « فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد؟
أليس نساؤه من أهل بيته؟!
قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده » (٣).
فإنّه أراد بقوله : « نساؤه من أهل بيته » الإنكار على من تخيّل دخولهنّ في أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولذا استدرك وقال : « ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ».
ولا تنافي هاتان الروايتان تلك الأخبار السابقة الدالّة على نزول آية التطهير في الخمسة أو الأربعة ؛ لأنّ هاتين الروايتين إنّما تدلّان على دخول غير الأربعة من عشيرة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في مسمّى أهل بيته ، فلا تنافيان ما يدلّ على اختصاص نزول الآية بالأربعة.
__________________
(١) هذا الاستدلال من الشيخ المظفّر قدسسره مجاراة للقوم في ما يعتمدون عليه ، وإلزام لهم بما يعتقدونه ، استيفاء منه لجوانب البحث وتتميما لها ؛ إذ ليس « الدليل » إلّا الكتاب والسنّة ، ثمّ العقل القطعي ، وأمّا ما ينقل عن زيد أو عمرو فهو « قول » وليس ب « دليل » ، وقد قامت الأدلّة من الكتاب والسنّة على متابعة « الدليل » لا إطاعة « القول » ؛ فلاحظ!
(٢) صحيح مسلم ٧ / ١٢٣.
(٣) صحيح مسلم ٧ / ١٢٣.