على أنّا لا نسلّم لزيد اجتهاده في شمول أهل البيت لغير الأربعة ؛ لأنّ غيرهم بالضرورة ليس من الثقل الذي هو قرين القرآن وعديله في لزوم التمسّك به ، وأنّ من تمسّك به لا يضلّ أبدا ؛ لاشتمالهم على الجهلة والعصاة والفسّاق ، فكيف يدخلون في حديث الثقلين؟! وكذا في آية التطهير بالضرورة؟!
ويدلّ أيضا على خروج الأزواج عن مسمّى أهل البيت ، فضلا عن الآية ، ما رواه أحمد (١) ، عن أمّ سلمة ، قالت : « بينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في بيتي يوما إذ قالت الخادم : إنّ عليّا وفاطمة بالسدّة (٢) ، فقال لي : قومي فتنحّي عن أهل بيتي.
قالت : فقمت فتنحّيت في البيت قريبا ، فدخل عليّ وفاطمة ومعهما الحسن والحسين ، وهما صبيّان صغيران ، فأخذ الصبيّين فوضعهما في حجره فقبّلهما ، وأعتنق عليّا بإحدى يديه ، وفاطمة باليد الأخرى ، فقبّل فاطمة ، وقبّل عليّا ، فأغدق عليهم خميصة (٣) سوداء ، فقال : اللهمّ إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي.
قالت : فقلت : وأنا يا رسول الله؟
فقال : وأنت ».
__________________
(١) ص ٢٩٦ من الجزء السادس. منه قدسسره.
(٢) السدّة : الفناء أو الساحة أمام باب الدار ، أو الظّلّة أو السقيفة تكون بباب الدار ، أو الصّفّة بين يدي البيت ، وقيل : هي الباب نفسه ؛ انظر : لسان العرب ٦ / ٢١١ مادّة « سدد ».
(٣) الخميصة : كساء من خزّ أو صوف أسود مربّع له علمان ، ولا تسمّى خميصة إلّا أن تكون سوداء معلمة ؛ انظر : لسان العرب ٤ / ٢١٩ مادّة « خمص ».