ومنها : ما رواه أحمد في مسنده (١) ، عن أمّ سلمة بثلاثة طرق : « أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة (٢) فيها حريرة (٣) ، فدخلت بها عليه ، فقال لها : ادعي زوجك وأبنيك.
قالت : فجاء عليّ والحسن والحسين ، فدخلوا عليه ، فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة ، وهو على منامة له على دكّان (٤) تحته كساء له خيبريّ.
قالت : وأنا أصلّي في الحجرة ، فأنزل الله هذه الآية : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )
قالت : فأخذ فضل الكساء فغشّاهم به ، ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء ، ثمّ قال :
اللهمّ هؤلاء أهل بيتي ، وخاصّتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا .. [ اللهمّ هؤلاء أهل بيتي ، وخاصّتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ].
__________________
(١) ص ٢٩٢ من الجزء السادس. منه قدسسره.
(٢) البرمة : القدر مطلقا ، وهي في الأصل القدر المتّخذة من الحجر المعروف في الحجاز واليمن ، والجمع : برم وبرام وبرم ؛ انظر : لسان العرب ١ / ٣٩٢ مادّة « برم ».
(٣) الحريرة : الحساء من الدسم والدقيق ، وقيل : هو الدقيق الذي يطبخ بلبن ؛ انظر : لسان العرب ٣ / ١١٩ مادّة « حرر ».
وقد ورد في المصدر : « خزيرة » ؛ والخزيرة والخزير : اللحم الغابّ يؤخذ فيقطع صغارا في القدر ثمّ يطبخ بالماء الكثير والملح ، فإذا أميت طبخا ذرّ عليه الدقيق فعصد به ، ويقال : هي مرقة ، وهي أن تصفّى بلالة النّخالة ثمّ تطبخ ، وقيل : إذا كانت من لحم أو نخالة فهي خزيرة ، وإن كانت من دقيق فهي حريرة ، والحريرة أرقّ من الخزيرة ؛ انظر : لسان العرب ٤ / ٨٠ مادّة « خزر ».
(٤) الدّكّة والدّكّان : بناء يسطّح أعلاه ليقعد عليه ؛ انظر مادّة « دكك » في : لسان العرب ٤ / ٣٨٢ ، تاج العروس ١٣ / ٥٥٩.