قال : أنتم المستضعفون بعدي »
انظر إلى هذه الحرّة كيف أدركت من الناس الشحناء والبغضاء لهم ، وطلب الترات منهم ، والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حيّ بينهم حتّى بكت ، وقال لها النبيّ : « أنتم المستضعفون بعدي »
وأهل السنّة رأوا ما رأوا من اتّفاق الكلمة على أهل البيت عليهمالسلام ، وهجوم من هجم على دارهم وإرادتهم إحراقها عليهم ، وغصب بضعة الرسول حقّها حتّى ماتت غضبى (١) .. ومع ذلك يزعمون أنّ أمير المؤمنين قويّ الجانب بالمسلمين ، وكان يمكنه منازعة أبي بكر ، وما بايعه إلّا طوعا!
ولا ينافي ما قلنا جبن أبي بكر وضعفه وذلّته في نفسه وبيته ، حتّى عبّر عنه أبو سفيان بأبي فصيل وقال : « إنّه من أرذل بيت في قريش » كما في « الاستيعاب » وغيره (٢) ..
فإنّه إنّما قوي على أمير المؤمنين بقريش وبعض الأنصار ، وما مكّنهم الله سبحانه من ذلك إلّا فتنة لهم ولغيرهم كما قال سبحانه : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) (٣).
__________________
(١) انظر : صحيح البخاري ٤ / ١٧٧ ـ ١٧٨ ح ٢ وج ٥ / ٢٨٨ ح ٢٥٦ ، صحيح مسلم ٥ / ١٥٣ ـ ١٥٤ ، مسند أحمد ١ / ٦ و ٩ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٣٦ ، مشكل الآثار ١ / ٣٤ ح ٩٤ ، السيرة النبوية ـ لابن حبّان ـ : ٤٢٩ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٦ / ٣٠٠.
(٢) انظر : الاستيعاب ٣ / ٩٧٤ رقم ١٦٣٣ وج ٤ / ١٦٧٩ رقم ٣٠٠٥ ، المصنّف ـ لعبد الرزّاق ـ ٥ / ٤٥١ ح ٩٧٦٧ ، أنساب الأشراف ٢ / ٢٧١ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ٤٥ وج ٦ / ٤٠.
(٣) سورة العنكبوت ٢٩ : ٢.