ولأبي فصيل (١)؟! إنّما هي بنو عبد مناف!
فقيل له : إنّه قد ولّى ابنك.
قال : وصلته رحم ».
ونقل ابن أبي الحديد (٢) ، عن الجوهري : « أنّ النبيّ [ قد ] بعث أبا سفيان ساعيا ، فرجع من سعايته وقد مات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلقيه قوم فسألهم ، فقالوا : مات رسول الله.
فقال : من ولّي بعده؟
قيل : أبو بكر.
قال : أبو فصيل؟!
قالوا : نعم.
.. إلى أن قال : فكلّم عمر أبا بكر فقال : إنّ أبا سفيان قد قدم وإنّا لا نأمن شرّه ؛ فدفع له ما في يده ، فتركه فرضي ».
وأمّا قوله : « وكرهت الأنصار خلافة أبي بكر ، فقالوا : منّا أمير ... » إلى آخره ..
فصحيح بالنسبة إلى أكثر الخزرج ، لكن كراهتهم لخلافته ؛ لأنّهم يريدونها لأنفسهم لا نصرة لأمير المؤمنين ؛ ولذا قالوا : « منّا أمير ومنكم أمير ».
__________________
(١) قالها أبو سفيان استصغارا وانتقاصا واستنكارا ..
فالبكر : الفتيّ من الإبل ، بمنزلة الغلام من الناس ؛ انظر : لسان العرب ١ / ٤٧٢ مادّة « بكر ».
والفصيل : ولد الناقة إذا فصل عن أمّه ، أي فطم عن الرضاعة ؛ انظر مادّة « فصل » في : لسان العرب ١٠ / ٢٧٣ ، تاج العروس ١٥ / ٥٧٤.
(٢) ص ١٣٠ من المجلّد الأوّل [ ٢ / ٤٤ ]. منه قدسسره.