مؤثّرا في قوّة أمير المؤمنين عليهالسلام وتمكّنه من أخذ الزعامة العظمى والإمامة الكبرى ، وهي سلام الله عليها لم تقدر على أخذ فدك وهي مال يسير ، مع شأنها العظيم ، ومكانتها الرفيعة ، وحججها الرصينة ، وخطبها البليغة ، واستنصارها بمن يدّعون الإسلام!!
ولو كانت فدك لهم ، وحقّا من حقوقهم ، لكان حقّا عليهم أن يعطوها إيّاها بمجرّد إرادتها ، حفظا لنبيّهم في بضعته التي لم يخلّف فيهم غيرها مع قرب وفاته.
فكيف يمكن أن يكون وجودها بنفسه سببا لقدرة أمير المؤمنين على إعادة الزعامة العظمى؟!
وأمّا اتّفاق العبّاس والزبير معه ، فلا يغني عنه شيئا في مقابلة جمهور قريش ، كيف؟! وقد كسروا سيف الزبير لمّا همّ بهم فلم يدفع عن نفسه ضيما (١)!!
وكذلك اتّفاق أبي سفيان معه ، لا سيّما وهو منافق لم يرد إلّا الفتنة ..
روى الطبري (٢) وابن الأثير (٣) : « أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام زجر أبا سفيان وقال : والله ما أردت إلّا الفتنة ، وإنّك والله طالما بغيت للإسلام شرّا ؛ لا حاجة لنا في نصيحتك ».
ويدلّ على نفاقه أنّه لمّا رشوه صار تابعا لهم (٤).
روى الطبري (٥) : « أنّه لمّا استخلف أبو بكر قال أبو سفيان : ما لنا
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٢ / ١٨٩ ، وراجع الصفحة ٢٧٧ ه ٣ من هذا الجزء.
(٢) في تاريخه ص ٢٠٣ من الجزء الثالث [ ٢ / ٢٣٧ ]. منه قدسسره.
(٣) في كامله ص ١٥٧ من الجزء الثاني [ ٢ / ١٨٩ حوادث سنة ١١ ه ]. منه قدسسره.
(٤) انظر : شرح نهج البلاغة ٢ / ٤٤.
(٥) ص ٢٠٢ من الجزء المذكور [ ٢ / ٢٣٧ حوادث سنة ١١ ه ]. منه قدسسره.