جمهورهم كما نقله السيّد السعيد رحمهالله عن كتاب « الينابيع » (١) وشرحها ، ونقل عنهما : إنّ الخطوات الثلاث المتوالية من الكثير (٢).
هذا ، مضافا إلى أنّ عادة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم المكث بعد الصلاة إلى أن تنصرف النساء ويدخلن بيوتهنّ ، كما رواه البخاري في أواخر كتاب الأذان ، في باب مكث الإمام في مصلّاه بعد الصلاة (٣) ، وهذا موجب للفصل الطويل بين أجزاء الصلاة مضافا إلى الفصل الحاصل من الكلام والدخول والخروج وغيرها ، فتتغيّر هيئة الصلاة ، فتبطل.
وأمّا ما زعمه من تشريع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للكلام القليل في أثناء الصلاة ..
ففيه : إنّ السلام الواقع على الركعتين مع الكلام المتكرّر من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من الكثير عرفا ، فيبطل الصلاة وإن وقع سهوا عنها.
على أنّ بعض ما رووه من كلامه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان من الكلام العمدي ، فيبطل الصلاة وإن قلّ!
__________________
(١) كتاب « ينابيع الأحكام في معرفة الحلال والحرام » فقه على المذاهب الأربعة ، لا يزال مخطوطا ، وهو لصدر الدين أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن زنكي الشعيبي الساوي الأسفراييني الشافعي ( ٦٧٧ ـ ٧٤٧ ه ).
انظر : كشف الظنون ٢ / ٢٠٥٠ ، هديّة العارفين ٢ / ١٥٣ ، معجم المؤلّفين ٣ / ٦٧٩ رقم ١٥٧٩٠.
هذا ، ولم نهتد إلى اسم الشرح المشار إليه في المتن!
(٢) إحقاق الحقّ ٢ / ٢٦٢.
وانظر : المهذّب ١ / ٨٨ ، المجموع شرح المهذّب ٤ / ٩٢ ـ ٩٤ ، فتح العزيز ـ حاشية المجموع ـ ٤ / ١١٨ ، فتح العلّام ٢ / ٤٤٧ ـ ٤٤٨ ، حاشية ردّ المحتار ١ / ٦٧٧.
(٣) صحيح البخاري ٢ / ١٩ ح ٢٣١.