التمنّيات والوساوس الشيطانية؟!
وروي في ( الكنز ) أيضا بعد الحديث المذكور : « إنّ عمر صلّى بالناس العشاء الآخرة ، فلم يقرأ بها ... فاعتذر بأنّي سهوت ، جهّزت عيرا من الشام حتّى قدمت المدينة ، فأمر المؤذّن فأقام الصلاة ، ثمّ عاد وصلّى بالناس العشاء » (١).
وهذا من الجهل ؛ لأنّ نسيان القراءة لا يوجب الإعادة! ..
.. إلى غير ذلك ممّا رووه عن أشياخهم ، من السهو والإعراض عن الصلاة ، حتّى روى البخاري في : « باب يفكر الرجل الشيء في الصلاة » ، عن عمر أنّه قال : « إنّي لأجهّز جيشي وأنا في الصلاة » (٢).
وأمّا قوله : « شرّع بذلك النسيان جواز وقوع الفعل المتعلّق بالصلاة في أثناء الصلاة » ..
ففيه : إنّ المشي إلى الخشبة ليس ممّا يتعلّق بها ، وكذا الدخول إلى الحجرة والخروج منها كما في حديث مسلم (٣) ، بل الدخول والخروج مستلزمان للانحراف عن القبلة ، ولو إلى المغرب والمشرق ؛ لأنّ بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في يسار المسجد ، ومثل هذا الانحراف مبطل للصلاة وإن وقع سهوا ..
على أنّ تلك الأفعال كثيرة عرفا ، والكثير مبطل للصلاة عند
__________________
(١) كنز العمّال ٨ / ١٣٣ ـ ١٣٤ ح ٢٢٢٥٨ ، وانظر : مصنّف عبد الرزّاق ٢ / ١٢٣ ـ ١٢٤ ح ٢٧٥٢.
(٢) صحيح البخاري ٢ / ١٤٨ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٢ / ٣١٤ ب ٢٦١ ح ٢ ، كنز العمّال ٨ / ٢١٦ ح ٢٢٦٢٩.
(٣) صحيح مسلم ٢ / ٨٨.