قال صدقة قال أخو عبد الرّحمن : أدركت ذلك ، وكان المغيرة قد وقف ضيعة له ، يقال لها المفترضة في أعلى إستارة (١) على طعام يصنع بمنى في أيام الحج ، فأدركتهم يطعمون من صدقته الحيس (٢) بمنى.
أنبأنا أبو المعالي ثعلب بن جعفر بن أحمد ، أنا أبي ، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن عبد الله البيع ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقوية ، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الصّوّاف ـ إجازة ـ ثنا أبو محمّد الحارث بن محمّد بن أبي أسامة التميمي ، نا أبو الحسن علي بن محمّد المدائني قال :
وكان بالكوفة فتيان من قريش يطعمون من بني أمية فتيان من آل أبي سفيان ، وعبد الملك بن بشر بن مروان ، وعبد الله بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط ، وعمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله التميمي ، فقدم المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث المخزومي فعمرهم ، فكان يتّخذ حيسه يأكل منها الراكب ، وكان ينفق على مائدته كلّ يوم ثلاثون درهما ، فقال الأقيشر (٣) :
أتاك البحر طمّ على قريش |
|
مغيريّ فقد راع ابن بشر |
وراع الجدي ـ جدي التيم ـ رأي |
|
رأى المعروف منه غير كدر (٤) |
ومن أوتار عقبة قد شفاني |
|
ورهط الحاطبين ورهط صخر (٥) |
وكان المغيرة سخيا ، وكان يعمل الحيس بمكة على الأنطاع فيضعه للناس ، ويعمل جفان الثريد ، فيضعها في زقاق الفول (٦) ، وكان يطعم بمنى خمسة أيام الحيس ، يعمل ستين وسقا سويقا ، وستين وسقا تمرا ، وخمسة عشر راوية سمنا ، ووقف عليه مالا له إلى اليوم.
أخبرنا أبو عبد الله وأبو غالب ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو عبد الله الطوسي ، نا الزبير بن بكّار قال (٧) :
__________________
(١) استارة : قرية من عمل الفرع ، من أعمال المدينة (راجع معجم ما استعجم ١ / ١٤٧ و١٤٨).
(٢) تحرفت بالأصل وم ود إلى : الجيش ، والمثبت عن «ز».
(٣) ليست في ديوانه (ط. دار الكتاب العربي) ، والبيتان الأول والثالث في نسب قريش ص ٣٠٥.
(٤) في د ، و «ز» ، وم : غير نزر.
(٥) يعني عقبة بن أبي معيط ، يريد ولده الذين بالكوفة ، وفي نسب قريش : الحاطبي ، ويعني لقمان بن محمد بن حاطب الجمحي ، ويعني بقوله صخر : ولد أبي سفيان بن حرب ، يعني من سكن منهم بالكوفة (نسب قريش).
(٦) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم.
(٧) الخبر والشعر في نسب قريش للمصعب ص ٣٠٥.