أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن أبي بكر ، أنا أبو الحسين [البزّار](١) ، أنا أبو القاسم عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد ، نا عيسى بن سالم ، نا أبو المليح ، نا أبو هريرة ـ رجل من أهل الشام ـ قال : جلسنا إلى مكحول ، فرأيناه مغتمّا ، فأقبلنا نحدّثه ، فما زاد على أن قال : بأي وجه تلقون ربكم؟ زهّدكم في أمر فرغبتم فيه ، ورغّبكم في أمر فزهدتم فيه ، فبأي وجه تلقون ربّكم؟.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي ، أنا الدار قطني قال : قرئ على عبد الله ابن محمّد بن عبد العزيز ، حدّثكم داود بن رشيد ، نا الوليد ، عن سعيد بن عبد العزيز أن مكحولا أعطي مرة من ذلك عشرة آلاف دينار ، فكان يعطي الرجل من أصحابه خمسين دينارا ثمن الفرس.
قال سعيد : وكان مكحول يقول : إذا أعطيت فاجبر.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٢) ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع ، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحافظ ، نا أحمد بن عبد الرّحمن ، نا أحمد بن بزيع ، حدّثني أبي بزيع قال : سمعت عمرو بن ميمون يقول :
كنت مع أبي ونحن نطوف بالكعبة ، فلقي أبي شيخ فعانقه أبي ، ومع الشيخ ـ قال ـ نحو مني ، فقال له أبي : من هذا؟ قال : ابني ، فقال : كيف رضاك عنه؟ قال : ما بقيت خصلة يا أبا أيوب من خصال الخير إلّا وقد رأيتها فيه ، إلّا واحدة ، قال : وما هي؟ قال : كنت أحبّ أن يموت (٣) فأوجر فيه ، قال : ثم فارقه أبي ، قال : فقلت لأبي : من هذا الشيخ؟ قال : هذا مكحول.
أنبأنا أبو علي الأصبهاني ، أنا أبو نعيم الحافظ (٤) ، نا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، نا محمّد بن الصباح ، نا الوليد بن مسلم ، عن ابن جابر قال : أقبل يزيد بن عبد
__________________
(١) سقطت من الأصل واستدركت عن د ، و «ز» ، وفي «ز» : البزاز.
(٢) بدون إعجام في د ، و «ز».
(٣) اللفظة مضطربة وغير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز».
(٤) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٥ / ١٨٤.