فقال له المقداد : زوّجني ابنتك ، قال : فأغلظ له وجبّهه ، قال : فسكت المقداد عنه ، قال : ولم يصب أحدا منهم غمّ ولا غيظ ولا فتنة ، إلّا شكا ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : فقام المقداد ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنظر إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فعرف الغمّ في وجهه ، فقال : «ما شأنك يا مقداد؟» فقال : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمّي ، كنت عند عبد الرّحمن بن عوف جالسا فقال لي : ما منعك يا مقداد أن تزوج؟ فقلت له : زوّجني أنت ابنتك ، فأغلظ لي وجبهني ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لكني أزوّجك ولا فخر» (١) ، فزوّجه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطّلب [١٢٤٢٣].
قال ثابت : وكان بها من الجمال والعقل والتمام (٢) مع قرابتها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد ، أنا عم أبي (٣) أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن جعفر المعدّل ، أنا إبراهيم بن السندي بن علي ، أنا أبو عبد الله الزبير بن بكّار ، عن عبد الله الزبيري ، حدّثني يحيى بن مقداد عن عمران بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن زمعة عن عمّه موسى بن يعقوب عن قريبة بنت عبد الله بن وهب بن زمعة عن كرية بنت المقداد بن عمرو عنه أمها ضباعة بنت الزبير بن عبد المطّلب عن المقداد قال : خرجت إلى بقيع الخبجبة (٤) وكنا نخرج إليه للحاجة ، إنما نبعر مثل بعر الإبل ، فدخلت خربة أقضي حاجتي ، فإذا بجرذ قد أخرج من جحر دينارا ، ثم لم يزل يخرج حتى أخرج سبعة عشر دينارا ، فأتيت بها النبي صلىاللهعليهوسلم فأخبرته وقلت : خذ صدقتها ، فقال : «يا مقداد ، هل أتبعت يدك الجحر؟» فقلت : لا ، قال : «خذها بارك الله لك فيها ، ليس فيها صدقة» قال : فما ذهب آخرها حتى رأيت في بيت المقداد غرائر الورق [١٢٤٢٤].
رواه أبو داود عن جعفر بن مسافر عن ابن أبي فديك ، عن موسى بن يعقوب ، عن عمته قريبة عن أمّها كريمة ، وقال : ببقيع الخنجبة.
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور عبد
__________________
(١) الأصل : تفخر ، والمثبت عن د.
(٢) غير واضحة بالأصل ونميل إلى قراءتها : «والتمتع» وفي «ز» : «والتملع» والمثبت عن د.
(٣) في م : «أنا علي بن أبو عبد الله».
(٤) غير مقروءة بالأصل وم ، ود ، و «ز» ، والمثبت عن معجم البلدان والخبجبة : شجر عرف به هذا الموضع ، قال : والرواة على أنه بجيمين.