قد تجلّى من نور موسى علينا |
|
في كتاب الأنوار خير ضياء |
قال أهدى الرّشيد يوماً إليه |
|
أمة ذات طلعة حسناء |
تتحرّى أخباره من قريب |
|
فهي عين كسائر الرّقباء |
قال .. لا أتبقي وصيفاً فأنتم |
|
بهداياكم افرحوا بهناء |
قال .. هارون حين وافى إليه |
|
إنّ موسى قد ردّها بجفاء |
ما حبسناه أو خدمناه طوعاً |
|
فهي تبقى كرهاً بلا إرضاءِ |
فتجافى عَنها فنادته هل لي |
|
منك في خدمة بأشجى نداءِ |
قال .. إني بليت في السّجن بلوى |
|
بك من دون سائر السّجناءِ |
كلّ آن وأنت تخرج منه |
|
من وراء الأبواب والرّقباءِ |
لو توخّيت بالخروج هروباً |
|
لاسترضا من كلّ هذا العناءِ |
قال .. إنّي أمضي وإنّي منكم |
|
سوف ألقى كرامة الشّهداءِ |
وأعاد الإِمام للسّجن قسراً |
|
رازحاً بالقيود كالاُسراءِ |
وحديث السّبع الّذي قد تدانى |
|
منه عند الصّحراء وقت الغناءِ |
قد أتاه مهمهماً مستغيثاً |
|
وتولّى مزوّداً بالدّعاءِ |
قال .. هذا ذو لبوة قد اُغيثت |
|
بعد عسر الجنين في الأحشاءِ |
حينما قد سألت ربّي ففازت |
|
بعد يأس أصابها بالرّجاءِ |
ودعا لي أن لا يسلّط منهم |
|
أسد كاسر على الأولياءِ |
حين بشّرته بأن قد حباها |
|
ذكراً منه كامل الاستواءِ |
وشقيق البلخي أنبأ عنه |
|
بحديث من أشهر الأنباءِ |
قال .. أبصرت في الطّريق بقيد |
|
رجلا من أعاظم الصّلحاءِ |