ان هذا أخ لهذا وكلُّ |
|
ماله في الندى اخ فيبارى |
ذاك قد سوّر الجنان وهذا |
|
قد طلى القبتين فيها نضارا |
فاعتدى النور منهما مثل نار |
|
قد انارت في طور موسى جهارا |
ليس يدري النقاد اهي نضارٌ |
|
ام هي الشمس قد اضاءت نهارا |
لا يداني الشقيق حمرة خد |
|
من سناها يفوق خدّ العذارى |
نور قدس اضاء في عرش مجدٍ |
|
منه نور الله القديم انارا |
قبس النور من سناه سناه |
|
مثل نار قبست منها النارا |
فانار الأماكن فيه ولولا |
|
ضوؤه لاغتدى الوجود سرارا |
من رآه راى الرشاد وفيه |
|
ابصر الدين والهدى إبصارا |
ولقطع الاعذار عن ذي ضلال |
|
لهدىً شاهده الإله منارا |
فلك دار فوق قطبي مَعِال |
|
قد ادارا الوجود طرّاً فدارا |
جاورته الاملاك دهراً طويلاً |
|
فاصاب الاملاك منه اعتبارا |
ورأته أسنى مطافٍ فطافت |
|
في حماه حجّابه واعتمارا |
قبة الافلاك إكليل تبرٍ |
|
رصعته شهب العلى فأنارا |
منه بثت شمس النهار نضاراً |
|
فضة الشهب دونه مقدارا |
فاغتنى كلّ مرملٍ فيه لمّا |
|
نثرت منه للوجود نثارا |
قد أماطت عن العيون حجاباً |
|
وازالت عن القلوب غبارا |
فرأينا فيها الجنان عياناً |
|
وراينا نور الإله جهارا |
قد ضفت فوق عالم القدس حتى |
|
ألبسته من نورها أطمارا |
يترجى نسر السما طيراناً |
|
لعلاها لو يستطيع مطارا |