اجتمع أهلها على باب اُم أحمد وسار أحمد معهم إلى المسجد ولما كان عليه من الجلالة ووفور العبادة ونشر الشرائع ، وظهور الكرامات ظنوا بأنه الخليفة والإمام بعد أبيه ، فبايعوه بالإمامة فأخذ منهم البيعة ، ثمّ صعد المنبر وأنشا خطبته التي كانت في نهاية البلاغة وكمال الفصاحة ، ثمّ قال : أيها الناس كما إنكم جميعاً في بيعتي فاني في بيعة أخي علي بن موسى الرضا عليهالسلام واعلموا إنه الإمام والخليفة من بعد أبي ، وهو ولي الله والفرض عليّ وعليكم من الله ورسوله طاعته ، بكل ما يأمرنا ، فكل من كان حاضراً خضع لكلامه ، وخرجوا من المسجد ، يتقدمهم أحمد بن موسى عليهالسلام.
وحضروا باب دار الإمام الرضا عليهالسلام فجددوا معه البيعة ، فدعا له الرضا عليهالسلام وكان في خدمة أخيه مدة من الزمن إلى أن أرسل إلى الرضا وأشخصه إلى خراسان وعقد له خلافة العهد وهو المدفون بشيراز والمعروف بسيد السادات ويعرف عند أهل شيراز « بشاه چراغ » وفي عهد المأمون قصد شيراز مع جماعة وكان من قصده الوصول إلى أخيه الرضا عليهالسلام فلما سمع به « قتلغ خان » عامل المأمون على شيراز توجه إليه خارج البلد في مكان يقال له : « خان زينان » على مسافة ثمانية فراسخ من شيراز ، فتلاقى الفريقان ووقعت الحرب بينهما ، فنادى رجل من أصحاب « قتلغ خان » ان كان تريدون ثمة الوصول إلى الرضا عليهالسلام فالرضا قد مات ، فحينما سمع أصحاب أحمد بن موسى ذلك تفرقوا عنه ولم يبق معه إلّا بعض عشيرته وإخوته ، فلما لم يتيسر له الرجوع توجه نحو شيراز فاتبعه المخالفون وقتلوه حيث مرقده هناك.
وكتب بعض في ترجمته
أنه لما دخل شيراز اختفى في زاوية واشتغل بعبادة ربّه ، حتى توفي بأجله ولم يطلع أحد على مرقده إلى زمان الأمير « يعقوب الدين مسعود ابن بدر الدين » الذي كان