ومهد الى وجودها وظهورها فبالرغم من كل المضايقات التي كانت تحيط بالإمام الكاظم عليهالسلام كما بينا وملاحقته وحبسه ومراقبة حركاته ولكنه لم يترك الجهاد والعمل السياسي ولا لحظة واحدة ودوره في مسؤولياته في صدّ هذا العدوان والخطر الذي يهدد كيان الإسلام.
لقد ذكر المؤرخون أن الإمام الكاظم عليهالسلام وهو في سجنه في زنزانة تعذيبه لم ينقطع ذلك الحبل المتصل بينه وبين كوادره ومحبيه وشيعته فلذا نشاهد انه ربّى جيلاً من العلماء الذين ينطقون باسمه وبعلمه وجهاده وبهذه الروح أوقف أو حاول إيقاف التيارات الفلسفية والعقائدية التي سادت في تلك الفترة ، وإذا دققنا النظر في هذه الحقبة بالذات والتي عاشها الإمام الكاظم عليهالسلام وما رافقه من الوضع السياسي المتأزم ومقارنته بالفترة الزمنية التي سبقته نجد ان دوره الكفاحي كان بارزاً وجهاده السياسي كان متواصلاً لذا كان يعكس ما يقابلها وهي معاناته في السجون حيث قضى مدة غير قليله بها والصراع السياسي الغير مسلح « العلمي » يتمثل الصراع بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال فلذا كان أتباع أهل البيت عليهمالسلام يقودون خط المعارضة على طول التاريخ وامتداده فهم دائماً وفي كل الأدوار والعصور يحملون لواء الجهاد ضد التحلل والظلم والاضطهاد والطغيان ومن اجل احقاق الحق وضمان تطبيق القانون الإسلامي الذي جاء به سيد المرسلين الرسول الأمين من قبل ربّ العالمين والالتزام بأخلاقية الإسلام وبناء المجتمع الإنساني الإسلامي القويم وتغليب مبادئ الحق والرشاد وبناء حياة الإنسان على أساس الإسلام.
ومن هذه النقطة حيث
المرحلة التاريخية عصيبة من حياة الإمام الكاظم عليهالسلام والذي تمثل مرحلة تاريخية بارزة وذات
أهمية كبيرة من قيادة الأمة ويمكن تقسيمها الى ثلاثة أدوار رئيسة أو بعبارة أخرى